• Posted by : Unknown الأحد، 9 أغسطس 2015





    قصة : الزاوية . 


    المقدّمة : [وجدتُ الشيّاطينَ ألطف وأشدُّ خُبثاً]



    " نبيلة الظلام , إذ كان للُظلمِ فيهُنَّ نُبلٌ فـ سأكون أوّلهُنَّ "

    تعمّدتْ هيَ غضَّ البصر عمّا يُسعِدُ ليسَ خوفاً من فقدان السعادة 

    بل لإنَّ السعادة لم تكن لإمثالِها , تُحيّ القبور , حيّ عليَّ 

    تزدانُ نفسها بالمساريق الحمراء!

    ميّتةُ الروحِ الإنسانيّة , تجلسُ كُلَّ ليلةٍ في تلك المنزوية ذات الخلاء المُظلم

    تُغنّي وحدها , أُغنية كانت يوماً لِـ أبويها في الصِغَر 

    فتبكي ضاحكة , ثُمَّ تنامُ في ذلِكَ القصر المُهيب , حُجرة ملئتها الدُمى 

    تنظرُ بجحوظ عين , كلمتها من في السابعة من عمرها 

    ــ نظرتُكِ جميلة , وأنتِ أيظاً يا أُختُها . ليتني قادرة على الغدوِّ مثلكنَّ 

    أُحدِّقُ فقط , ولا أشعر أو أتذكّر .. أنتنَّ محظوظات .

    نطقتْ دُميةٌ شقراءُ الشعر , مُحرّكة بؤبؤيها ! 

    ــ أجل هُنَّ محظوظات !

    لم تَخف البتّة , وشتها العيون الخُضرُ , وبسحورٍ حدّقتْ بها قائلة 

    ــ دُمية تتكلم .. وترمش .

    ــ لستُ من تكلّمتْ بل هيَ .

    أدارت الدُمية رأسَها , فقابلتها الأُخرى مِثلَ الحركة , تقبعُ متربّعة

    في الزاوية الأخرى من الحُجرة , طِفلة في غاية الجمال , سوداء الشعر 

    والعينين , إقتربتْ مِنها هامسة بفرح 

    ــ كم أنتِ جميلة , ما أسمك؟ لم أركِ في القصر قبلاً .

    ــ دآم , إسمي دآم وأنتِ؟

    ــ إسمٌ غريب , أنا آنماكيستُ , هل نكونُ أصدِقاء؟ ليس هُناك 

    احدٌ يهتمُّ بي غير الخدم المزعجين , رجاءاً!

    ــ لا بأس , كنتُ أُراقِبُكِ دوماً , في تلكَ الزاوية تجلسين , 

    يبدو إنّكِ تتألمينَ مِثْلي , لم يهتم بي أحدٌ أو يراني كان الأمرُ قاسياً 

    ــ لا بأس فأنا الآن معكِ , سنلعب سويّاً ونأكُل كذلك !

    لقد حان وقتُ الغداء الآن , تعالي معي , هيا أمسكي يدي .

    ــ حسناً , ها أنا ذا آنماكيستُ .

    أمسكتها , فرخرجتا سويّاً , مرّت إحدى الخادِمات وحينما رأت

    آنستها الصغيرة تمشي رافعة يدها .. شئلتها بـ إستغراب 

    ــ ما بِها يَدُكِ آنستي؟ هل سقطتي أو ما شابه؟ حري بي معالجتكِ .

    ــ عن ماذا تتحدثين , ليز البلهاء! أنا أصطحبُ صديقة عزيزة 

    اليوم و فـ أسرعي وحضّري الطعام , هيَ جائعة !

    ــ حسناً , لكن متى ستأتي؟

    ــ لا تسألي كثيراُ ألا ترينها؟ أسرعي وإلّا أخبرت عمّتي إنّكِ 

    تعصين ما أقول , ستطردين فوراً .

    توتّرتْ المسكينة , لا تريدُ أنْ تُطرَد من عملِها بالرغم من 


    سماعِها لِهلوسات الآنسة الصغيرة إلّا إنّها نفّذتْ المطلبَ 


    وعلى مائدةِ الغداء , كانت الطفلة تتحدّث مع أحدٍ والخدم


    ينظرون بـ إنذِهال , تحدّث أحدُ الخدم الأربعة المحوّطين 


    لغرفة الطعام 


    ــ ما هوَ إسمُها آنستي الصغيرة؟


    ــ دآم , أليس إسماً رائعاً؟ هيَ لطيفة وودودة , إبتسامتها 


    تشبهُ إبتسامة أُمّي 


    ــ أينَ الروعة في هذا الإسم , قبيح جدّاً !


    ثمَّ ما الذي تهذين به آنستي , لا أحد يجلسُ بقربك!


    سقط كأسُ الماء أرضاً , مُثيراً صدى قويّ , إنعقد لِسانُ الفتى 


    أزاء تلك النظرة ,في حينِ  لفّتْ وجهُها يميناً 


    ــ ألم أقل لكِ؟ خدم مزعجين! إنْ إنتهيتي فلنخرج من هُنا 


    لديَّ الكثير من الدُمى , سنلعب حتّى نَنام .


    أومأت بالموافقة فنهضتا في آن واحد , تقفّوها بنظراتهم 


    المُستَفهِمة , خطتْ مُتعدّية مدخل الباب 


    ــ أغلقيه خلفك سوف أسبِقُك .


    ــ لا داعي , الإنغِلاقُ وِجِد لنا نحن الإثنتينِ فقط , دعيه 


    مفتوحاً كي يخرجوا فلو غلقتهُ لن يُفتَحَ من جديد .


    ــ لم أفهم ما تعنيه , لكن لا بأس أنت صائبة  .


    ــ هكذا هُم البشر , لا يفهمون ويؤيّدون ! 



    يتبع 









    0 التعليقات

    أتركْ بصمَتَكَ هُنا :

  • .

    Follow us on facebook

    Featured Posts

    Contact Us

    Find Us

    Copyright © - شيطانة - شيطانة - Powered by Blogger - Designed by Johanes Djogan