• درس نحويّ : النعتْ | الجزء الأول | أخطاء لغويّة روائيّة .




    بسم الله الرحمن الرحيم
    ارحب بكم في درسي النحويّ الاول 
    النعت : 
    الجميع يعرفُ معنى [النعت] الا قِلةً منكم .. واليوم سنتناول شرحا بسيطا
    وكيفية الاستفادة من النعت في الوصف والسرد ~
    ـــ بداية ما هو النعت؟
    النعت هو تابعٌ لَفظي ياتي كي يفسر الابهام والغموض الذي اكتنف متبوعه .
    ماهي انواعهُ ؟
    النعت الحقيقي :يفسر صفة من اوصاف متبوعهِ وهو يتبع الموصوف في كل
    شيء [افراد , تانيث ,تذكير , الاعراب...ألخ]
    والنعت الحقيقي اما ان يكون مفردا ولهُ عدة اشكال :
    1ــ مشتق وهو الاصل وعندئذ يتبع المتبوع ويطابقهٌ في كلِّ شيء
    لاحظ النص التالي :
    بلغ ليليُّ الشَعرِ الثامنة عشرَ من عُمرِهِ وهو من عائلة رجالهُا كرماء
    فهنا كلمة [كريم] اتت لتفسر الابهام عن الشاب وهو الموصوف , فلو
    كانت الجملة من غير [كريم] فهل سَتُفهَم الجملة لو لم يتم ذكر هذه الصفة؟
    وكما ترون قد طابقت الصفة موصوفها وهو [رِجال] في الجمع والتذكير
    والاعراب .
    2ــ ياتي اسم فاعل او اسم مفعول او صفة مشبهة او اسم تفضيل كـ :
    يحكمُ بِلادُهُ رَجُلٌ عادِلٌ
    تعجبني الامراة المبروكة
    ربح المتسابق الافضل
    "اتاك الربيعُ الطَلق يختالٌ عجبا "
    وقد ياتي النعت الحقيقي [جامد] مؤول بمشتق وله عشرة صور :
    1ــ ما دلَّ على عَدد المنعوت مثل :
    قولهُ تعالى {والهـــــكمْ اِلــــــهٌ واحدٌ}
    وقوله تعالى {والفـــــَجر وَلَيالٍ عَشــــر}
    2ــ منسوبا اي تلحقهُ ياء النسب المشددة [يّ] دلالة على ان الاسم منسوب
    لمكان او شخص او حِرفةّ مثل :
    احمد شوقي شاعرٌ مَصريّ
    هذا المعطف شَتَويّ
    3ــ اسم يفيد النفي [غير] وهي واجبة الاضافة اي ان اتت كتعبير عن صفة
    من صفات المتبوع فما بعد [غير] يعرب مضاف اليه مجرور بالكسرة
    لو كان اسماً او فتحة لو كان ممنوعا من الصرف او ياء التثنية و...الخ من
    علامات الجر, مثل :
    قُولُهُ تعالى {ان لكَ لاجـــرٌ غَـــيــرَ ممنون}
    وقول الشاعر :
    لا تصحبنَ رفيقا لَستَ تامنهُ ,, بئس الرفيق رفيقٌ غيرُ مامونِ
    4ــ ان ياتي [ذو] بمعنى صاحب او [ذات] بمعنى صاحبة مثل :
    اتت فتاة ذات خُلِقٍ
    يعجبني الرجلُ ذو الادبِ
    5ــ ان ياتي اسم اشارة يسبقها اسم معرفة :
    "ليلتي هذهِ عروس من الذبحِ "
    قرات القصةَ تِلك
    6ــ وقد ياتي اسم موصول مصدر بـ ال :
    شاهدت الانمي الذي اعجب صديقي
    7ــ قد ياتي النعت [ما] مبهمة نكرة بمعنى شيء وتشترط ان يكون المنعوت
    قبلها اسم نكرة :
    قولهُ تعالى { ان الله لا يستحي ان يضرب مثلا ما بعوضة}
    8ــ اسم يدل على التشبيه [مجاز ..الخ] :
    هذا جنديّ اسدٌ
    9ــ وقد ياتي النعت لفظة [كل , اي] دلالة على كمال الصفة بالموصوف :
    هذا رجلٌ ايُ رجل
    يعجبني الرجلُ كلُّ الرجال
    10ـــ قد ياتي النعت مصدر ويشترط ان يلتزم الافراد والتنكير مهما كان موصوفه :
    هذه امراة عدلٌ
    هذا رجلٌ عدلٌ
    هؤلاء رجال عدلٌ

    * أعلاه مِنَ الأخطاء المعروفة كقول حرب ضروسة والأصح ضروس كما اسلفت
    في الدروس السابقة 

    النعت السببي : يأتي لبيان صفة من صفات الموصوف [جُزئيّاً] ويشترط :
    التعيّن [والمراد بِها - التعريف والتنكير- أي التصدّر بـ أل ام لا . 
    الإعراب -نصباً , رفعاً , جرّاً- .

    وليس مُهِمّاً كـ روائيّ أنْ تَعرِفَ الفرق بين النعت السببي والنعت الحقيقي , فتقريباً
    مُعضم الأوصاف سببيّة في الروايات وهي الشائعة! 
    مثال : مكثتْ دقائق فقط , تُفتّش بين الأوراق , كانت إمرأة طيباءُ الرياح !
    دائماً لجعل الوصف أشدُّ تأثيراً نستعمل وصف كهذا , وبذات الوقت دائماً ما تجد 
    وصف كهذا :
    إغتاظت من كلامه المتعنجه , فركلت قدمه ثمّ خرجت بهوادة من الباب ذات لون 
    الخشب .
    هذا النوع منتشر , "وصف حسب الأهواء" نبتدء بالمتعنجه والصحيح عنجهيّ 
    ثمّ نأتي للهوادة المنتشرة والمراد بها -من سياق الأحداث- وفي معضم الروايات 
    التي قرأتها "الهداية" , "الهدوء" , وأصل هوادة من هادَ وارى إختلاطاً بين هوّدَ 
    وهادَ حيثُ يتأرجح البعض بين التهويدة والهوادة مع إنّ الإشتِقاقات والمعاني مختلفة
    إضافة لكون الجملة هُنا وصف للحال "بهوادة" أتت حاليّة أي صحّت جواباً لـ [كيفَ]!
    والأكثر صحّة في المشهد أنْ تكون الجُملة وصفيّة , كـ 
    خرجتْ (فُلانة) مشحونة القلب لما حدث , 
    او أي مِثال , والأخيرة كلمة "باب" هي من باب التذكير لا التأنيث وأظن إنّ الخطأ 
    بدأ مع جمعها حيثُ تُجمع "بوابات" والصحيح أبواب فالبوابات من بوّاب 
    أي الشخص الذي يفتح ويغلق الباب بالمعنى المعروف , 

    وذكري للنعت فالصفات هيَ ما تُبيّن لنا الشخصيّات , لذلك أرى السرد مُختَل 
    وربّما انا أيضاً من تقع في تلك الاخطاء لكن , للإفادة فقط

    اليوم تعريف بسيط بالنعت وغداً لي عودة مع شرح روائي وإقتباس مقاطع 
    [إن شاء الله تعالى

    الدرس مِنْ كِتابتي , مع الشواهد المعروفة ,

    في أمان الله تعالى 






    0 التعليقات

    أتركْ بصمَتَكَ هُنا :

  • أسلمَ على يَد جنيّ | قصّة قصيرة !





    طِفلٌ يعيشُ بِمَدينة ما  في كوريا الجنوبية , يبلغُ مِنَ العُمرِ ستُّ سنواتٍ 

    على مدى الأربعة أعوام الآتية , أُضطِرَّ لِ العملِ كـ لِص كي يُعينَ والديه في 

    تدبير أمور المنزل , فحالُتهم الإجتِماعيّة ليستْ جيّدة .

    بمرور الوقت لم يَعُد لِصاً فحسب بل صار قاتِلاً أو ما يُسمّى [قاطِعَ طُرق] 

    هوَ الآن في الحادية عشر , وفي مثل ذاك اليوم بتاريخ 2009-1-2 

    كان جالِساً يُحصي مالهُ مِنْ أخر عملية سرقة قام بها , وفجأة سمع صوتاً 

    يقول : هل أنت سعيدٌ بها؟

    تلفّتَ الطِفل ولم يجد أحداً فظنّ إنّه من رجال الشُرطة , وعِندما ألقى نظرة 

    من النافذة لم يجد أي سيّارة أو رِجال شُرطة فظلّ حائِراً وهوَ مُتأكّد من إنّه لم 

    يكن يتخيّل , قاطع تفكيره رؤيتهُ لطفل صغير إستنتجَ إنّهُ في نفس عمرهِ من 

    طوله وقسمات وجهه , أمسك السكين بيده مُهدّداً : من أنت؟ إيّاك أنْ تُبلّغ أو 

    تتصل بأحد , سوف أغرس هذه في قلبك!

    ــ هل ستكون سعيد بهذا؟ 

    ــ ومن أنت لأجيبك؟ من أين دخلت؟ فقد تأكّدتُ من إغلاق الأبواب جيّداً !

    ــ أنا هُنا منذ ولادتك .

    ــ ماذا؟ لا تعبث معي بكلامك! لستُ في مِزاجٍ جيد . 

    ــ بالطبع لست في مزاج جيد , دِماء من قتلتهم تلتصقُ رائحتها بمالك وحواسّك 

    حتى وإنْ أنكرتْ ذلك فالقتلة دائماً هكذا وأبداً . ألم تُحاول يوماً سؤال ربّك 

    المال بدل قتل الناس وسرقة أموالهم؟ 

    ــ بدأ صبري ينفذ ! عن أيّ رب تتحدّث؟ ليس ذنبي إنّي ولدتُ هُنا وبهذه الحال!

    ــ "الله" , هو من يُيسّر لك أمورك إذما ضاقت الحال بك , وليس ذنبهم إنّهم ولدوا 

    أغنياء , إنّه شيء مُقدّر لك ولهم . 

    ــ ما هذه الكلمة؟ لم أسمعها من قبل؟ .. بأي لُغة تتحدّث؟ ثمّ لا وجود للقدر . 

    ــ العربية , أنا جان مُسلم نُفيتُ هُنا , ليس عليك الخوف فـ أنا غيرُ مؤذٍ , كُنت 

    اراقبكم طيلة وجودي .. صحيح إنّك لم تعتد على العِبادة , كُلُّ حدث مُقدّر 

    عليك التصديق به , لم يفت الآوان بعد .. تُبْ إلى الله وهو سيصلح حالك ويرزقك . 

    إختفى مِنْ أمامه فجثا الطفلُ يرتجف رهبة مما سَمِع , جان ينصحه؟ 

    لم يسمع قبلاً بهذا , ما هوَ "الله" . والقدر وما الذي حدّثهُ عنه؟ كُلّ تلك الأسئلة 

    طرحها على نفسه , لكن لم يستطع الإجابة ولا النوم ليلاً .

    كُلّما يغفو يتذكّر كلماته , صُراخ ضحاياه يترددّ في دِماغه , إنتظر الصبح وتوسّل 

    الليل أنْ ينتهِ , كي يرى صاحب الرِداء الأزرق من جديد . 

    وفي تمام الساعة الخامسة عصراً , ظهر الجنيُّ مُجدّداً والآخر كان يتحرّق لطرح 

    الأسئلة عليه , قال بعد تردد 

    ــ لو كنت حقّاً مُسلِماً , كيف  لك فهم لُغَتي؟

    ــ عِشتُ هُنا أمداً طويلاً , لذا أستطيع التحدّث بلغتك . 

    ــ هكذا إذن , صحيح , كيف لك الظهور ولماذا تنصحني بالتوقّف؟ 

    ــ ظهرتُ لك بِـ إرادتي , بالتأكيد ليس شكليّ الحقيقيّ هذا , أنصحك كي تتجنّب 

    نار الجحيم , ولإنّك أُجبِرتَ على هذا منذُ صِغَرك ففكرتُ رُبّما تستطيع التوبة 

    ومستعد لتعليمك كيف تُصلّي وتقرأ القُرأن . 

    ــ قُرأن؟ لا افهم شيئاً . 

    ــ هوَ كِتاب مُنزّل من الله , يبدو إنّ والِداك لم يُعلِّماك حرفاً !

    سأبدأ بكِ من الصفر , هل أنت موافق؟

    ــ حسناً لنجرّب مع إنّي لا أجيد الكِتابة ولا القِراءة أيضاً فلم أدخل المدرسة كما 

    تعلم , لذا سيكون تعليمي صعباً عليك . 

    ــ لا تيأس هكذا , مستعدٌ لقضاء النهار معك لتعليمك كلّ شيء .

    وإستمرّ في تعليمه كما وعده شهوراً حتى صار الطِفلُ قادِراً على الكتابة والقراءة 

    مضى ذلك خِفيةً , فوالداه لن يُصَدِّقا إنْ روى ما يجري معه لهما .

    رُزِقَ حقّاً مِنْ عملهِ كعامل تنضيف , كان بالهُ مُطمئن , وفي يوم ميلاده 

    بعد خمس سنين , إختفى الجنيّ تماماً وقبل إختِفاءه أخبره إنّه بُعِث من قِبَل 

    صديق لهُ شائخ . سئلهُ عن السبب فقال لهُ إنّ ذاك الشيخ رأك تبكي حين تقتلُ الناس 

    عجوز لطيف ومسلم , قال "لا فرق عندي بين بشر وجن فكلاهما يحتويان الجيّد 

    والسيء "

    ــ  لذلك بقيتُ معهُ وهو من علّمني كُلّ ما علمتُكَ إيّاه . 

    تلك الحادثة لم ينسها حتى بعد بلوغهِ 23 سنة , والداه توفّيا أثر الإيدز 

    أمّا هوَ فسافر يحج بيت الله وهو شاكر لذاك العجوز على فعلته تلك 

    فلو إستَمرّ على خُطى والداه لكان ميتاً كما هُما الآن . 

    كتب رِسالة في دُرجه , ضِمن الوصيّة 

    "ليس مخيفاً , فقط جرّب! هُم مِثلُنا "

    وأخذ يكتب على الورق ما حدث معه , لكنّه أحرقها حينما إنتهى مِنها . 

    إنتهت . 

    # أحداثها من مُخيّلتي , فقط .. أُصدّق ليس الكُلَّ سيئين , إنساً أم جان .

    بفلمي (لُجين) 











    0 التعليقات

    أتركْ بصمَتَكَ هُنا :

  • ليليث : الدمية المسكونة






    أتذكرُ يومَ أتينا إلى هذا المنزل , كان الطريقُ طويل جدّاً لِ حين وصولنا لبغداد

    قبلَ 8 سنوات مِنَ الآن , وعِند وصولنا للمنزل تفاجأتُ من كونه مكوّن مِنْ سبع 

    غُرف للنوم وبالطبع لم تُشغر جميعُها لكون عددنا آنذاك قليل وهنا بدأتْ الأشياء 

    الغير منطقيّة ! 

    بعد مرور عدّة أشهر كُنتُ العب بالدُمية التي إشتراها لي والدي قبل موته , 

    شعرها أشقر ولها عينانِ جاحِظَتان , لا اعلم ما الذي كنتُ أراهُ فيها فحين أتذكّرها 

    يقشعرُّ بدني لكن رُبّما كونها هديّة غالية عليّ .

    في تلك اللحظة , أتتْ أُختي التي تكبرُني بثلاث سنوات , حاملة دُميتها ذات الشعر 

    الأسود المخصّل بالأحمر , لسببٍ ما تلك الدُمية أكرهها كثيراً منذ صِغَري !

    سخرتُ مِنها قائلة : فتاة بعمركِ وتلعب بالدُمى؟ 

    ردّتْ بنفس نبرتي : لم تخصص الدمى للأطفال فقط! ثمّ إنّ هذه الدُمية جميلة ومميزة 

    أنظري لعينيها , إنّهما جميلتان .

    ــ فهمت , فهمت .. أكملي لعبكِ بعيداً عنيّ .

    خرجتْ مِن الغرفة الفارغة التي أجلسُ بها , في الواقع لم تكن فارغة تماماً بل كُل 

    العابي موجودة بِها , شغّلتُ التلفاز بفرح لإنّها تركتني وذهبت وليتني لم أفعل واطلب

    منها المغادرة  فعند  وضعي للدمية الشقراء والتي يبلغ طولها كفّين تقريباً 

    نهضتُ لأجلب جِهاز التحكّم الخاص بالتلفاز وعندما عُدتْ لم أجد الدُمية , بحثتُ 

    بخوف عنها وعِندها وجدتُها جالِسة على المقعد الخاص بي وكأنّها تُشاهد التلفاز !

    لا انكر كم خفتُ فكفتاة لا تترك أفلام الرعب +18 من الطبيعيّ أنْ يخطر على بالي

    إنّ الدُمية مسكونة! لكن ليسَ هذا كُلّ شيء , تقدمتُ لأطفئ التلفاز وعندما فعلت بدأت 

    اصوات البكاء تعلو منها , ظننت إنّ البطاريات بداخلها مُعطّلة فهي دُمية 

    تبكي و تضحك ومن هذه الأمور المملة , لكن الصدمة كانت لما أعدت تشغيله 

    توقّف صوت بُكائها , كررت العمليّة عِدّة مرّات وكلما أُطفئهُ تبكي والعكس !

    لا أعلم بالضبط ما كان شعوري وقتها , أردتُ فقط تحطيمها لكنّها تِذكار مُهم , 

    قرّرتُ تجاهل الأمر فشغّلتُ التِلفاز لها وتركتُها , ذهبتُ حيث أُختي الكُبرى تُنظّف 

    الأواني في المطبخ , وعِندها أتت أُختي المزعجة من جديد تتهكّم 

    ــ تركت دُميتي بجانب دُميتكِ , أخشى أنْ يتعاركا كما نفعل .

    ضحكتْ أُختي البالغة من العمر 23 سنة ثم أعقَبتْ : يبدو للإفلام تأثير قوي 

    على عقلكن , الدُمى لا تتحرّك!

    صدّقتها نور وأختلقتْ حديثاً إنّها كانت تمزح وهيَ تعلم بكون الدمى لا تتحرّك 

    اما أنا فبقيتُ ساكِتة , شاغلة عقلي بما رأيت قبل قليل . 

    فجأةً صرختْ أُمي بأسمائنا , ذهبنا إليها فوجدناها تنظر بغضب قائلة 

    ــ ماذا فعلتنّ بالدُميتان؟ 

    أفزعني ما رأيت , دُمية نور أُصيبت عينُها اليُمنى فلم تُفتح مجدداً اما دًميتي

    مُحطّمة تماماً ! بقيتُ أنا واختي نُحدّق بـ ِ بَعضِنا مُستغربتين وبنفس الوقت أجبنا 

    ــ نحنُ لم نفعل شيئاً .

    ــ إذن من قام بهذا؟ هل تُريدان أن أصدّق, لا يُهِمُّني الأمر لكن لا تطلبا دُمى بعد الان.

    ــ صدقيهما أُمّي , فهُما كانتا معي الآن , نور وضعتْ دُميتها بجانب دُمية وِهام

    وقالتْ "أخشى أنْ يتعاركا كما نفعل" عندما كانت معنا , مجرّد جُملة عابرة لا

    اكثر , لكن بالنظر إلى هذا , لا أُصدّق بالخُرافات لكن .. 

    همستْ نور بخوف مُكمِلة عنها : نحنُ وحدنا في المنزل . 

    صار الجوّ مشحوناً وجميعُهنّ ينظرن بـ إستفهام , فـ قلتُ كمن يعترف بجرمه 

    ــ رُبّما مسكونة بالفعل فقبل قليل تركتُها على الأرض وعندما أستدرت مرّة أُخرى 


    وجدتُها جالسة على المقعد وتشاهد التلفاز , ثمّ بكت عندما اطفئتُه وعند تشغيلي


    إيّاه تضحك , فأبقيتُ التلفاز مُشغّلاً وخرجتُ ذاهبة لـ مَينة كي أنسى ما حدث . 


    ــ يا الهي , لذلك أكره الدُمى إسمَعن فتياتي .. نور أنتِ إرمي دُميتك في الباحة الخلفيّة


    مع الأشياء المستعملة أما هذه الدُمية , وِهام أرميها خارجاً لا نفع منها . 


    فعلنا ما أمرتْ به دون نسيان حرف وفي الليل , غطت نور بنومٍ عميق على 

    سريرها أما أنا فلم أستطع , أحسستُ بألم في عِظامي فأرتبتُ بشأنه!


    ترجّلتُ السرير , وعندما نزلتُ السُلّم وجدتُها جالسة هُناك !


    هيَ نفسُها دُمية أُختي التي رمتها , تمالكتُ نفسي كي لا أسقط بسبب الخوف 


    وانا الشُجاعة التي تسهر الليل لتحضر أفلام الرعب كما أزعم .


    أمعنتُ النظر فيها أتفحّصُها فقد تكون حاملة لسكين وتريد قتلي كما في الأفلام 


    لم أجد شيئاً فيها إلّا فتحها لعينها اليُسرى , كانت حمراء مُرعبة فصرخت بأعلى 


    صوتي , مما إستدعى ذلك أُمي وأختيَّ , حاولا تهدأتي وبعد ثوانٍ نظرتُ للسلّم 


    وقد إختَفَتْ الدُمية! سئلتني امي 


    ــ ما بكِ؟ هل أنت بخير؟ ما الذي حدث ؟


    ــ لقد كانت تلك الدُمية , رأيتُها على السُلّم تجلس وعينها اليُسرى حمراء 


    إضافة إلى فتحها لعينها دون مُساعدة أحد .


    ــ وهام صارت تتخيّل , ساسجّلها بدفتر مذكّراتي . 


    ــ لا نور , صدّقيني لم أكن أتخيّل , لقد كانت حقيقيّة !


    ــ إذن إين ذهبت؟ لا اراها . 


    ــ لا أعلم , صِدقاً لا اعلم فقد إختفت بمجيئكم . 


    ــ لا تخافي وهام لن أُطفئ القُرأن , لعلّ  الخوف من جعلكِ  تتوهّمين .

    ــ لم أتوهّم أمي ! 

    ــ ولِمَ تصرخين هكذا؟

    ــ كُلّكم دون فائدة , سأعود للنوم ..

    عدتُ أدراجي وقبل أن أنام , شاهدتُ الدُمية للمرّة الثانية تجلس على الرف بين 

    الكؤوس , إقتربتُ منها ثمّ سئلتها : ماذا تُريدين؟

    حدّقتْ بي ولسببٍ ما بدتْ لي حزينة , في هذه اللحظة دخلتْ أُختي , أحسستُ 

    بتفاجؤها من نبرتها وهي تقول : ماذا ؟ بماذا تُحدّقين؟ 

    إلتفتُّ لها مُبتسمة : لا شيء , لا تشغلي بالك وعودي إلى النوم . 

    يبدو إنّي الوحيدة من تراها , فالرف بجانب سرير نور لكنّها لم ترى الدُمية بين 

    الأغراض , فقررتُ عدم إخبار أحد . 

    مرّ إسبوع وتلك الدُمية تُلاحقني أينما أذهب , ولِ اتأكّد إنّ الدُمية حقيقيّة وليست 

    وهم , بحثتُ بين المُلقيات في الباحة لكنّي لم أجد الدُمية فعرفت إنّها ليست بشبح !

    لَم تَعُد تُخيفُني , حتّى إنّي أطلقتُ عليها إسمَ [ليليث] إقتباساً لأسم شيطانة من الأفلام 

    وأصبحتُ أتحدّثُ إليها فـ  تُجيبُ أحياناً بصوت أُنثى وأحياناً أُحرى تبقى صامِتة .

    لا أعلم لو كانت أُمي تشكُّ بي , فليليث تُشيرُ بأصابعها وعندما ألتفت أجد أُمي تراقبني

    بعد شهور تزوّجتْ أُختي ثمّ جاء موعد المدرسة .. 

    بتاريخ 2008-27-9 

    ليليث مُلتصقة بي لدرجة إنّها تُرافِقُني للمدرسة !

    بعد ثلاث سنوات حدث أمر غريب , كُلُّ مولودٍ تلده أُختي يموت , أو بالأحرى

    تجدهُ مقتولا , لم تعرف السبب او من الفاعل إلا في ذاك اليوم 

    حيثُ ولدت مولودها الرابع لكن في بيتِنا, وعِندها رأيتُ ليليث تقتلُ الصغير 

    خانقة إيّاه في منتصف الليل , صرختُ بها : لماذا تفعلين هذا؟أنتِ إذاً من كانت 

    تقتُل أطفال أُختي , لِمَ تفعلين ذلك ؟ 

    إستيقظتْ أُختي المسكينة وبدأت تبكي وتصرخ على إبنِها , نظرت إليّ بحنق 

    ــ أنتِ من قتلتِ إبني؟

    ــ لا , بل تلك الدُمية التي إختفتْ ولم نجدها , كانت تُلاحقُني طوال الثلاث سنوات

    ولم أخبركم فشيء لا تروه لن تصدقوه!

    ظهرتْ الدُمية فرأتها أُختي أيضاً , ثمّ بدأت بالتبخّر وعندئذ قالت

    ــ لم أكن أنا , بل الدُمية التي رمتها أُختكِ المتزوّجة في البردِ خارجاً , فقتلت 

    كل ما تلده , وبما إنّها ليست هُنا , ففعلتُ ذلك بالنيابة عنها , فبسببكم فقدتُ عيني 

    وتقطّع جسدُ الشقراء , لم يكن على أُمّك تغيّر القناة لقارئ القُرأن 

    لا تلعبوا مع من لا تعرفونه! والآن أتسائل في أيّ جسدٍ أدخل؟


    إنتهتْ 

    خِتاماً , القصة حقيقية مع بعض التحريف والزيادة مني . 

    # بقلمي . 









    0 التعليقات

    أتركْ بصمَتَكَ هُنا :

  • رأي شخصي : PT





    بسم الله الرحمن الرحيم 

    السلام عليكم ورحمة اللهُ وبركاته ... 

    كنتُ أتصفّح المنتديات الروائيّة وقرأت عدداً  كبيراً من شتّى الأنواع . 

    وهُناك أمر لاحظتُه , "الشخصيّة المظلمة" صارتْ تسيطر على روايات الكُل :)

    وأغلبُها من دون سبب مُقنِع , ماضٍ اليم , وفهمنا ,, قد تُعذَر عمّا تفعل لكن جعل 

    الشخصيّة مجنونة تقتل او ما شابه ودرجها تحت الشخصيّات السلبية او الشريرة 

    مجرد تقليد لمن نجح بأظهار الجانب المظلم لشخصيّتهِ في رواية ما !

    تقريباً 3/4 شخصيّات الروايات قاتلة او مجنونة او بدون قلب رحيم .. الخ 

    ليس شيئاً يجعلُها مميّزة! ما قصّة الفتاة المتفرّدة القوية عديمة القلب؟ 

    صارتْ بطلة الروايات جميعها  , والغريب تأكُل كثيراً على أي أساس؟ 

    يبدو إنّ "الإنميات" تؤثّر كثيراً على العقول , لكن على الأقل أتمّوا ما بدأتم . 

    وخامس رواية أقرأها نهاية اسم عائلة البطلة الظلاميّة "دارك" أو "فانتوم" 

    لا ينقصنا الا "هيل"  لتكتمل المجموعة الفريدة .. 

    ومن دون تحديد لا اعرف من هو اول مُخترع لتلك الأسماء , رُبما تقليداً عن

    فانتوم هايف في الخادم الأسود .. لكن مرّة مرتيّن .. عموماً فليسمّوا أبطالهم بالدارك 

    لكن , هل يعتقدُ العاقل إنّ ظلاميّة الشخص تعود لأسمه؟ 

    رُبما صار الكثير يُصدّق هذا , إختراع الأسماء شيء جميل , لكن ليس بتلك الطريقة

    لربط القلب بالأسم والظن ان الرواية ستكون مميزة بأضافة المقاطع المخيفة بنهاية 

    كل اسم شخصية .

    يُستثنى من ذلك "الشياطين" بشأن المسألة الظلامية 

    فهي خبيثة وتحب الظلام وغيرها من الصفات . أمّا بشريّ ومن دون قلب؟

    رُبما ايضاً يوجد , فستقولون كما يوجد الطيب يوجد خبيث وكذلك المُنير والمظلم .

    كالنهار والليل مثلاً , لكن ليس بتلك الطريقة التي تعرضون بها شخصيّاتكم .

    يحب الظلمة , قلبه ديجور , اسمه مخيف , قواهُ خارقة , يأكل كثيراً !

    هل من المنطق أنْ تقتُل الشخصيّة الآفاً ثمّ لها شهيّة لتأكُل؟ 

    لا تجعلوها مميّزة كما أتبيّن من طريقة وصف الكاتب , فهي مختلّة عقلياً وبحاجة

    للذهاب لمصحّة مجانين , حتّى دائما ما تظهرمُثيرة للشفقة .

    شيءٌ آخر , "الإبتسامة الشيّطانيّة" أولاً لت تُنسب غير للمسوس او الشيطان 

    او المثمثل بالشيطان .. الخ . الا ترون النسب؟ 

    كما في قول : عصا ملكيّة , دلالة علة إنّ النسبة لِمَلِك , أما هذه الإبتسامة 

    صارتْ أنسية ما شاء الله *.* 

    هل رأيتم في الأفلام كيف تكون الإبتسامة الشيطانيّة؟ قبيحة قليلة عليها 

    فلماذا تجعلون الشخصيّات كُلها بذاك القُبح؟ 

    ام لعلّ الكاتب يشبه الخباثة بـِ إبتسامة الشيطان , عموماً في هذا لا استطيع الحُكم

    فما دام الأأمر يتعلق بوصف الكاتب فالمعنى يختلف من كاتب لآخر .

    فقط فكّروا في الأمر قبل نسخ الجملة ووضعها لإكمال وصف مشهدكم . 


    ^ رأي شخصي  + لا لِرواية مُعيّنة مجرد رأي .

    يُرجى عدم إستخدام "ويكأنَّ" كلفظة للدلالة على التشبيه فهي لفظة قُرأنيّة وحتّى 

    مفسّروا اللغة لم يجدوا مِعنى محدد لها , ولا تعني كـ او كأنّ .

    _

    كثير من الكُتّاب يستخدمون "رضخَ" بِمِعنى "إنصاع" وهيَ لا تملك ذاك المعنى 

    بتاتاً , فصحيح أحياناً تأتي بمعنى أذعنَ كما تبيّن في قاموس المعاني 

    لكن وبجميع الكُتب التي قرأتُها , نفوا معنى الإذعان فيها.

    فالرضخ ضرب الرأس بحجرين أحدهما فوق والآخر تحتْ , أما رضخ لفلان 

    هذه لا أرى لها مِعناً , فأتت عن العرب كذلك بغض النظر عن القاموس العربي 

    او المعجم الوسيط  . 

    _

    "أيّ" لا تؤنّث , كما قرأت فأن كبار الكُتاب يكتبون أيّة وهي خطأ فأي تستعمل 

    للمذكّر والمؤنّث معاً , فيما عدا أيتُها وأيُّها . 

    كنتُ أقول أيّةُ علامات والآن سأقول أيُّ علامات .. وهكذا إفعلوا ^^

    وغضوا البصر عن شعر المُتنبّي فصحيح هوَ متشبّع بالعربية لكن لا يعني إنّ كل ما

    يكتبهُ صحيح ! 

    _

    لا أعلم هُناك وصف يجعلني أعتقد بأنّ شخصهُ كاذب , كالتشبيه المُبتذل للشكل 

    كقول عينهُ خضراء كخضار الربيع وشعرهُ كالعسل, 

    التشبيه لا يكون مجرد ترتيب كلمات دون مِعنى فالربيع ليس أخضر والتشبيه 

    بالعسل يجعل القارء يظن إنّ شعر الشخص دَبِقْ !

    ثمّ ما الفائدة من ذكر صفات الشخصيّات كُلّما تحرّكت؟ مثلاً :

    نظرت إليه بعينيها الزرقاوتين , على فرض إنّها ستنظر إليه في المرة القادمة

    بعينيها الخضراوتين XDD 

    إما يستعملُ الكاتب هذا الإسلوب كـ وصف للشكل عِند ظهور الشخصيّة أول مرة 

    او لزيادة عدد الأسطر لا أكثر ولا أقل . عن نفسي أراه مبتذلاً T_T 

    بالمناسبة , أعلم إنّ الأمر طفولي والجميع يعلم بذلك لكن روايات عدّة جيدة 

    وكتابها لا يفرقون بين [تْ] الساكنة و [تَ / تِ / تُ] المتحركة 

    شهدت شخصا كتب الصحيح في روايته [رأت أبيها] 

    واتى ناقِد يقول لها [رأتْ أبوها] فكيف لِ مفعول بهِ أن يُرفع؟ الفاعل هُنا ضمير 

    مستتر تقديره هيَ , لأنها هي من رأت لا هوَ . 

    أيظا من ينفي جُملة [لا تبكي] للفتاة يجعلها [لا تبكِ] 

    وهذا خطأ فالياء هُنا ياء المخاطبة لا ياء الفعل [يبكي] أي تم حذف حرف العلّة !

    أنتهتْ الثرثرة *,* 

    تنبيه : لا اقصد أحداً او رواية محددة مجرّد نظرة عامة حول اخطاء ما قرأت 

    فكّر فيه , قبل أنْ تنفي الكلاام 

    [بالنسبة للدارك .. الخ فيوجد الفاظ كثيرة متكررة لكن بما إنّ حديثنا عن الظلام 

    كـ وضع في آخر الأسم "يامي" باليابانيّة وغيرها! مجرد مثال ] 

    في امان الله تعالى , 

    0 التعليقات

    أتركْ بصمَتَكَ هُنا :

  • في الظَلام : 1





    تنبيه! : هذه القصة خيالية ولا يمكن ربط أحداثها بالواقع مطلقاً ! .

    حُبِسَتْ في غُرفة صغيرة  ظُلماً في إحدى غُرف المدرسة 

    فتاة في قِمّة البراءة , كانتْ تِلكَ آخر مرّة ترى فيها النور في مدرسة ستلند

    بعدها إختَفَتْ ذاتُ العشرة  أعوام ولم يجدوا لها أثراً!

    بعد سنواتٍ طِوال  , تحديداً في 2005 - 1-1 

    وفي لُندن , تستعدُّ المدينة ل الإحتِفالِ بعيد المسيح المُسمّى عِندَهُم "الكريسماس" 

    فَزُيّنت البيوت وحضّرتْ العوائل لتلك المُناسبة السعيدة بقدوم عامٍ جديد .

    من بين تلك البيوت , بيتُ [آرسر دولابيترو] , كان أولادهُ الثلاثة يحضّرون او

    بالأحرى يُحضّران , فالثالث يجلسُ على التلفاز بكلّ هدوءهِ مُتجاهِلاً صيحات 

    أبيهِ عليه , تقدّمَ [دافين] أكبرهُما بتعابير جامِدة من أخيه العاكِف وحده 

    ــ كفاكَ تسكّعاً , إنهض وساعِدنا في تحضير الطعام فكما تعلم لم نجد خادمة حتّى 

    الآن , هل تُصغي إليّ؟

    ــ لا أصغففي .

    ــ تقولُ لا أُصغي ؟ أنت جريء جدّاً بالنسبة لشخص لم يتعدّى ال _

    قاطعهُ وضع السيد ارسر كفّهُ على  كَتِفهِ , هزّ رأسهُ بـ وجهٍ مُشفِق فـ فَهِم دافين 

    ما يعنيه تصرّف والده .

    إحتفلوا كأيّ عائلة , سُعِدَ الجميعُ بـ إستِثناءِ شخص واحد لم يأتِ لِقاعة الإحتفال أبداً.

    في الساعة الحادية عشر ليلاً :-

    دخل مُشيب  الشعر لغرفة إبنهِ الصغير , جلس بِقُربه مُحدّثاً إيّاه 

    ــ كيف حالك بنيّ؟ لم أركَ في الإحتفال لِذا جلبتُ لكَ حِصّتكَ 

    (مدّ يدهُ الماسكة بطبق كبير يحوي على أنواع من الحلوى ثمّ أكمل .)

    ــ بالرغم من إنّ الأمرَ كان ممتعاً , إلّا إنّك لم تحضره , لا اعلم ما الشيء 

    المميّز في هذه الغرفة , أنت تقضي مُعظم أوقاتك بها بالرغم من إنّها قديمة 

    إنْ كُنتَ تُريد فِعلَ شيء مُختلف فأخبرني فقط , والآن فلتأكل هذا .

    ــ طعمهُ سيء , وأنا ايضاً لا أعلم ما المميّز في الإحتِفالات فبسببها ماتت _

    ــ هلّا توقّفتَ عَن ذِكرِها؟ أنا والدها كما أنت تشعر أشعُر , وفقدانها لا يعني إنّها

    ميتة , رُبّما نجدها يوماً ما , ثمّ أين السيء فيه؟ أنت غريب فعلاً .

    ــ تعابيرك مضحكة حقّا, لو كانت تُهُمّكَ لَما إحتفلتم وما مضى غير أسبوعين

    فقط على إختفائها ! حتّى إنّك لم تكلّف نفسك تعب البحث بل أحلتَ الأمر للشرطة !

    تسمّي نفسكَ أباً , يال السخف !

    ــ طِفلٌ مِثلَكَ لَنْ يَفهَمْ ! لا أظنّها ستشعُرُ بالسعادة إنْ حزِنّا . 

    نهضَ خارِجاً فتبقّى [شينل] يُحدّق بوطئاتِ أبيهِ بـِ حِقد ! 

    ــ نعم , كما قُلتْ .. لن يُسعِدَها حُزنُكم , بل موتكم !

    في صباحِ اليوم التالي , قرّرَ شينل العودة لِ المدرسة بعد إنقِطاعهِ إسبوعين 

    إستُسئِلَ مِنْ قِبَلِ زُملائه , كُثرة الأسئلة ازعجته فصرخ بهم ومضى يمشي في 

    طريقه نحو تِلكَ الغُرفة المُظلِمة . 

    فتح الباب , لم يكن مؤصداً , فعرف إنّها هُنا , قال ساخِراً 

    ــ لِنُرِهم قدرهم , حُثالة ويسمّون أنفسهم عائلتنا .

    ــ نَعَم , اليوم . 

    خرج وقد تجلّتْ تعابيره الشيطانيّة , إختفى طوال اليوم الدِراسيّ وفي مغرب

     الشمس إتَّصَل بدافين طالِباً مِنهُ القدوم للكنيسة , فوافق الآخر .

    وفي غضون نِصفِ ساعة صار دافين هُناك , دخل وعِندما لم يجد أحداً أخذَ 

    ينده بـ إسمِ أخيه وحينها ظهرَ شخصٌ مِن بين ظِلالِ الستائر الحمراء المغطية 

    للنوافِذ 

    ــ مُستَحيل!  لكن لِماذا أنتِ ... 

    ــ [صُراخ] 

    ــ ما الذي تقولينه , أجيبيني هل أنت بخير؟ كيف لكِ أنْ تكوني هنا؟ 

    ــ ألا تفهم , صُراخ! أجل أنا بخير أخي ... أشعرُ بالجوع فقط .

    ــ حَمداً للرب . تعالي سوف يفرح أبي عِندما يراك , بالمناسبة أين شينل؟ 

    ــ أيُّ شينل؟ أنا من إتصلتُ بِكَ .

    ــ هذا مستحيل , كان صوته , ايضاً ما بالكِ تبدينَ غريبة بعض الشيء ؟

    ــ لا شيء مهم , قبل هذا , أُريدُ أنْ تأخذني لِ المدرسة , فقدتُ غالٍ عليّ فيها.

    أخذها كما طلبت وطوال الطريق , يشعرُ بالخوفِ مِنها , ترمقهُ بتعابير مرعبة !

    تفاجئ من الشيء الذي تريدُ إسترجاعه, مِقَص طويل طولهُ 75 cm

    لم يسئلها عنْ السبب لرعبهِ من تلك الإمارة التي تصدرها بمقصها كل دقيقة .

    ــ لقد وصلنا [أيلز] .

    فتح الباب , فوجد ارسر على وشكِ الخروج , صُدِمَ عِندما رأها , تعتع صوتهُ 

    ــ أ_ايلز .. كـ_ كيف , اقصد ..

    ــ أبي لا ـثرحّب بها هكذا , أنظر إبنتك عادتْ , دعها ترتح تبدو متعبة . 

    ــ آه , نعمـ .

    ــ لا داعي لكلّ هذا التوتّر أبي , فلقد وجدتُ ما اضعتهُ أنت .

    ــ هل هذا المقص الكبير لإبي ؟ لم أرهُ في المنزل قبلاً , يبدو مُدمّاً .

    ــ ليسَ له , الآن هوَ لي أنا , ما رأيك أبي بتجربته؟

    ــ أتركيه فوراً يا فتاة , ليس لُعبة للأطفال , إنّهُ خطير .

    ــ صحيح , حسب ما اذكر , فهو يُستخدم لتقطيع البشر !

    إنتفض جسدهُ , عاد للخلفِ خطوات , بينما إبتِسامتها الخبيثة تتسعُ شيئاً فشيئاً !

    إستدارتْ حيثُ أخيها يقف مُتعجّباً : هل تعرف أينَ أليز؟ 

    ــ أجل , أمامي .

    ــ إجابة خاطئة , نُقطة لي! .. أليز تحتَ أرض الخَشَب لغرفة الرياضة .

    ــ عن ماذا تتحدّثين؟ لا أفهم شيئاً , تبدين مُختلفة عَنْ أليز التي أعرفها !

    ــ أما تزالُ تكذّبُني؟ أنظر ذلك العجوز إستأجر قاتِلاً ليقتلني في المدرسةَ!

    ــ ماذا؟ أبي هل تعرف عن ماذا تتحدّث أليز؟

    لم يكن ألأبُ قادِراً على النبس بحرف , فجسدهُ لا يتوقّف عن الإرتجاف ,.

    إقتربتْ مِنه تفتح عقربيّ المِقَص وتغلُقُهما لتثير أعصابه . 

    ــ أنتَ تعلم , إنّي تحت الأرض الآن صحيح؟ قطّعني أجزاء صغيرة جدّاً 

    ثمّ رماني تحتَ الأرض الخشبيّة , أغلقها وكأنَ شيئاً لم يحدث !

    ــ لا , ذلك ..

    ــ لا تُحاوِل الإنكار , أنت لا تعرف , إبنُكَ اللطيف الصغير , وإبنتك العزيزة 

    كُلّ ذلك حدث في الساعة 5:00 بعد إنتهاء اليوم , كُنتُ أُغيّر ثيابي في قاعة 

    الريّاضة , لإنّ الكُلّ خرج , وهذا ما اعتقدتهُ , إلى حين دخول ذلك المتوحّش

    قطّعني بعد أنْ أزال لِساني مِنْ أصله كي لا أصرخ !

    لا تعرف , أجل لا تعرف إنّ شينل رأهُ صُدفةً فصارَ قِطعاً أيضاً والذي كان 

    معكم لإسبوعين .. أخبرني بأنْ أفعلَ ذلك .

    ــ قطّعكما؟ لِماذا؟ 

    ــ بِ بساطة , لسنا أبناءه !

    ــ إذن , تعرفين كُلّ شيء , من تكونين؟ 

    خرجتْ أيادٍ خنقتهُ مِن الجِدار , ثم رأسهُ ..

    ــ يا لكَ مِنْ فَضيع النفس , تنسى أبنائك , هذه أليز وأنا شينل أبناء مُسلّيتك !

    ــ والآن , دعنا نجرّبهُ عليكما , أبي .. أخي , وأيضاً الزلازل جميلة صحيح؟

    إهتزّتْ أرضُ المنزل , فقد دافين وعيهُ عِندما رأى أشكالهم تتغيّر!

    وعِندما إستيقظ وجد نفسه جالِساً على المِقعد المقابل لمائدة الطعام , نظر حوله

    بخوف فقالتْ له مُبتسمة : ما بِكَ أنت الآخر , هيّا كُل اللحم قبل أنْ يبرد ! 


    إنتهتْ .

    بقلمي








    0 التعليقات

    أتركْ بصمَتَكَ هُنا :

  • .

    Follow us on facebook

    Featured Posts

    Contact Us

    Find Us

    Copyright © - شيطانة - شيطانة - Powered by Blogger - Designed by Johanes Djogan