Posted by : Unknown
الجمعة، 21 أغسطس 2015
طِفلٌ يعيشُ بِمَدينة ما في كوريا الجنوبية , يبلغُ مِنَ العُمرِ ستُّ سنواتٍ
على مدى الأربعة أعوام الآتية , أُضطِرَّ لِ العملِ كـ لِص كي يُعينَ والديه في
تدبير أمور المنزل , فحالُتهم الإجتِماعيّة ليستْ جيّدة .
بمرور الوقت لم يَعُد لِصاً فحسب بل صار قاتِلاً أو ما يُسمّى [قاطِعَ طُرق]
هوَ الآن في الحادية عشر , وفي مثل ذاك اليوم بتاريخ 2009-1-2
كان جالِساً يُحصي مالهُ مِنْ أخر عملية سرقة قام بها , وفجأة سمع صوتاً
يقول : هل أنت سعيدٌ بها؟
تلفّتَ الطِفل ولم يجد أحداً فظنّ إنّه من رجال الشُرطة , وعِندما ألقى نظرة
من النافذة لم يجد أي سيّارة أو رِجال شُرطة فظلّ حائِراً وهوَ مُتأكّد من إنّه لم
يكن يتخيّل , قاطع تفكيره رؤيتهُ لطفل صغير إستنتجَ إنّهُ في نفس عمرهِ من
طوله وقسمات وجهه , أمسك السكين بيده مُهدّداً : من أنت؟ إيّاك أنْ تُبلّغ أو
تتصل بأحد , سوف أغرس هذه في قلبك!
ــ هل ستكون سعيد بهذا؟
ــ ومن أنت لأجيبك؟ من أين دخلت؟ فقد تأكّدتُ من إغلاق الأبواب جيّداً !
ــ أنا هُنا منذ ولادتك .
ــ ماذا؟ لا تعبث معي بكلامك! لستُ في مِزاجٍ جيد .
ــ بالطبع لست في مزاج جيد , دِماء من قتلتهم تلتصقُ رائحتها بمالك وحواسّك
حتى وإنْ أنكرتْ ذلك فالقتلة دائماً هكذا وأبداً . ألم تُحاول يوماً سؤال ربّك
المال بدل قتل الناس وسرقة أموالهم؟
ــ بدأ صبري ينفذ ! عن أيّ رب تتحدّث؟ ليس ذنبي إنّي ولدتُ هُنا وبهذه الحال!
ــ "الله" , هو من يُيسّر لك أمورك إذما ضاقت الحال بك , وليس ذنبهم إنّهم ولدوا
أغنياء , إنّه شيء مُقدّر لك ولهم .
ــ ما هذه الكلمة؟ لم أسمعها من قبل؟ .. بأي لُغة تتحدّث؟ ثمّ لا وجود للقدر .
ــ العربية , أنا جان مُسلم نُفيتُ هُنا , ليس عليك الخوف فـ أنا غيرُ مؤذٍ , كُنت
اراقبكم طيلة وجودي .. صحيح إنّك لم تعتد على العِبادة , كُلُّ حدث مُقدّر
عليك التصديق به , لم يفت الآوان بعد .. تُبْ إلى الله وهو سيصلح حالك ويرزقك .
إختفى مِنْ أمامه فجثا الطفلُ يرتجف رهبة مما سَمِع , جان ينصحه؟
لم يسمع قبلاً بهذا , ما هوَ "الله" . والقدر وما الذي حدّثهُ عنه؟ كُلّ تلك الأسئلة
طرحها على نفسه , لكن لم يستطع الإجابة ولا النوم ليلاً .
كُلّما يغفو يتذكّر كلماته , صُراخ ضحاياه يترددّ في دِماغه , إنتظر الصبح وتوسّل
الليل أنْ ينتهِ , كي يرى صاحب الرِداء الأزرق من جديد .
وفي تمام الساعة الخامسة عصراً , ظهر الجنيُّ مُجدّداً والآخر كان يتحرّق لطرح
الأسئلة عليه , قال بعد تردد
ــ لو كنت حقّاً مُسلِماً , كيف لك فهم لُغَتي؟
ــ عِشتُ هُنا أمداً طويلاً , لذا أستطيع التحدّث بلغتك .
ــ هكذا إذن , صحيح , كيف لك الظهور ولماذا تنصحني بالتوقّف؟
ــ ظهرتُ لك بِـ إرادتي , بالتأكيد ليس شكليّ الحقيقيّ هذا , أنصحك كي تتجنّب
نار الجحيم , ولإنّك أُجبِرتَ على هذا منذُ صِغَرك ففكرتُ رُبّما تستطيع التوبة
ومستعد لتعليمك كيف تُصلّي وتقرأ القُرأن .
ــ قُرأن؟ لا افهم شيئاً .
ــ هوَ كِتاب مُنزّل من الله , يبدو إنّ والِداك لم يُعلِّماك حرفاً !
سأبدأ بكِ من الصفر , هل أنت موافق؟
ــ حسناً لنجرّب مع إنّي لا أجيد الكِتابة ولا القِراءة أيضاً فلم أدخل المدرسة كما
تعلم , لذا سيكون تعليمي صعباً عليك .
ــ لا تيأس هكذا , مستعدٌ لقضاء النهار معك لتعليمك كلّ شيء .
وإستمرّ في تعليمه كما وعده شهوراً حتى صار الطِفلُ قادِراً على الكتابة والقراءة
مضى ذلك خِفيةً , فوالداه لن يُصَدِّقا إنْ روى ما يجري معه لهما .
رُزِقَ حقّاً مِنْ عملهِ كعامل تنضيف , كان بالهُ مُطمئن , وفي يوم ميلاده
بعد خمس سنين , إختفى الجنيّ تماماً وقبل إختِفاءه أخبره إنّه بُعِث من قِبَل
صديق لهُ شائخ . سئلهُ عن السبب فقال لهُ إنّ ذاك الشيخ رأك تبكي حين تقتلُ الناس
عجوز لطيف ومسلم , قال "لا فرق عندي بين بشر وجن فكلاهما يحتويان الجيّد
والسيء "
ــ لذلك بقيتُ معهُ وهو من علّمني كُلّ ما علمتُكَ إيّاه .
تلك الحادثة لم ينسها حتى بعد بلوغهِ 23 سنة , والداه توفّيا أثر الإيدز
أمّا هوَ فسافر يحج بيت الله وهو شاكر لذاك العجوز على فعلته تلك
فلو إستَمرّ على خُطى والداه لكان ميتاً كما هُما الآن .
كتب رِسالة في دُرجه , ضِمن الوصيّة
"ليس مخيفاً , فقط جرّب! هُم مِثلُنا "
وأخذ يكتب على الورق ما حدث معه , لكنّه أحرقها حينما إنتهى مِنها .
إنتهت .
# أحداثها من مُخيّلتي , فقط .. أُصدّق ليس الكُلَّ سيئين , إنساً أم جان .
بفلمي (لُجين)
طوله وقسمات وجهه , أمسك السكين بيده مُهدّداً : من أنت؟ إيّاك أنْ تُبلّغ أو
تتصل بأحد , سوف أغرس هذه في قلبك!
ــ هل ستكون سعيد بهذا؟
ــ ومن أنت لأجيبك؟ من أين دخلت؟ فقد تأكّدتُ من إغلاق الأبواب جيّداً !
ــ أنا هُنا منذ ولادتك .
ــ ماذا؟ لا تعبث معي بكلامك! لستُ في مِزاجٍ جيد .
ــ بالطبع لست في مزاج جيد , دِماء من قتلتهم تلتصقُ رائحتها بمالك وحواسّك
حتى وإنْ أنكرتْ ذلك فالقتلة دائماً هكذا وأبداً . ألم تُحاول يوماً سؤال ربّك
المال بدل قتل الناس وسرقة أموالهم؟
ــ بدأ صبري ينفذ ! عن أيّ رب تتحدّث؟ ليس ذنبي إنّي ولدتُ هُنا وبهذه الحال!
ــ "الله" , هو من يُيسّر لك أمورك إذما ضاقت الحال بك , وليس ذنبهم إنّهم ولدوا
أغنياء , إنّه شيء مُقدّر لك ولهم .
ــ ما هذه الكلمة؟ لم أسمعها من قبل؟ .. بأي لُغة تتحدّث؟ ثمّ لا وجود للقدر .
ــ العربية , أنا جان مُسلم نُفيتُ هُنا , ليس عليك الخوف فـ أنا غيرُ مؤذٍ , كُنت
اراقبكم طيلة وجودي .. صحيح إنّك لم تعتد على العِبادة , كُلُّ حدث مُقدّر
عليك التصديق به , لم يفت الآوان بعد .. تُبْ إلى الله وهو سيصلح حالك ويرزقك .
إختفى مِنْ أمامه فجثا الطفلُ يرتجف رهبة مما سَمِع , جان ينصحه؟
لم يسمع قبلاً بهذا , ما هوَ "الله" . والقدر وما الذي حدّثهُ عنه؟ كُلّ تلك الأسئلة
طرحها على نفسه , لكن لم يستطع الإجابة ولا النوم ليلاً .
كُلّما يغفو يتذكّر كلماته , صُراخ ضحاياه يترددّ في دِماغه , إنتظر الصبح وتوسّل
الليل أنْ ينتهِ , كي يرى صاحب الرِداء الأزرق من جديد .
وفي تمام الساعة الخامسة عصراً , ظهر الجنيُّ مُجدّداً والآخر كان يتحرّق لطرح
الأسئلة عليه , قال بعد تردد
ــ لو كنت حقّاً مُسلِماً , كيف لك فهم لُغَتي؟
ــ عِشتُ هُنا أمداً طويلاً , لذا أستطيع التحدّث بلغتك .
ــ هكذا إذن , صحيح , كيف لك الظهور ولماذا تنصحني بالتوقّف؟
ــ ظهرتُ لك بِـ إرادتي , بالتأكيد ليس شكليّ الحقيقيّ هذا , أنصحك كي تتجنّب
نار الجحيم , ولإنّك أُجبِرتَ على هذا منذُ صِغَرك ففكرتُ رُبّما تستطيع التوبة
ومستعد لتعليمك كيف تُصلّي وتقرأ القُرأن .
ــ قُرأن؟ لا افهم شيئاً .
ــ هوَ كِتاب مُنزّل من الله , يبدو إنّ والِداك لم يُعلِّماك حرفاً !
سأبدأ بكِ من الصفر , هل أنت موافق؟
ــ حسناً لنجرّب مع إنّي لا أجيد الكِتابة ولا القِراءة أيضاً فلم أدخل المدرسة كما
تعلم , لذا سيكون تعليمي صعباً عليك .
ــ لا تيأس هكذا , مستعدٌ لقضاء النهار معك لتعليمك كلّ شيء .
وإستمرّ في تعليمه كما وعده شهوراً حتى صار الطِفلُ قادِراً على الكتابة والقراءة
مضى ذلك خِفيةً , فوالداه لن يُصَدِّقا إنْ روى ما يجري معه لهما .
رُزِقَ حقّاً مِنْ عملهِ كعامل تنضيف , كان بالهُ مُطمئن , وفي يوم ميلاده
بعد خمس سنين , إختفى الجنيّ تماماً وقبل إختِفاءه أخبره إنّه بُعِث من قِبَل
صديق لهُ شائخ . سئلهُ عن السبب فقال لهُ إنّ ذاك الشيخ رأك تبكي حين تقتلُ الناس
عجوز لطيف ومسلم , قال "لا فرق عندي بين بشر وجن فكلاهما يحتويان الجيّد
والسيء "
ــ لذلك بقيتُ معهُ وهو من علّمني كُلّ ما علمتُكَ إيّاه .
تلك الحادثة لم ينسها حتى بعد بلوغهِ 23 سنة , والداه توفّيا أثر الإيدز
أمّا هوَ فسافر يحج بيت الله وهو شاكر لذاك العجوز على فعلته تلك
فلو إستَمرّ على خُطى والداه لكان ميتاً كما هُما الآن .
كتب رِسالة في دُرجه , ضِمن الوصيّة
"ليس مخيفاً , فقط جرّب! هُم مِثلُنا "
وأخذ يكتب على الورق ما حدث معه , لكنّه أحرقها حينما إنتهى مِنها .
إنتهت .
# أحداثها من مُخيّلتي , فقط .. أُصدّق ليس الكُلَّ سيئين , إنساً أم جان .
بفلمي (لُجين)
Related Post :
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
.
Follow us on facebook
Featured Posts
Contact Us
Find Us
0 التعليقات
أتركْ بصمَتَكَ هُنا :