• Posted by : Unknown الأربعاء، 19 أغسطس 2015






    أتذكرُ يومَ أتينا إلى هذا المنزل , كان الطريقُ طويل جدّاً لِ حين وصولنا لبغداد

    قبلَ 8 سنوات مِنَ الآن , وعِند وصولنا للمنزل تفاجأتُ من كونه مكوّن مِنْ سبع 

    غُرف للنوم وبالطبع لم تُشغر جميعُها لكون عددنا آنذاك قليل وهنا بدأتْ الأشياء 

    الغير منطقيّة ! 

    بعد مرور عدّة أشهر كُنتُ العب بالدُمية التي إشتراها لي والدي قبل موته , 

    شعرها أشقر ولها عينانِ جاحِظَتان , لا اعلم ما الذي كنتُ أراهُ فيها فحين أتذكّرها 

    يقشعرُّ بدني لكن رُبّما كونها هديّة غالية عليّ .

    في تلك اللحظة , أتتْ أُختي التي تكبرُني بثلاث سنوات , حاملة دُميتها ذات الشعر 

    الأسود المخصّل بالأحمر , لسببٍ ما تلك الدُمية أكرهها كثيراً منذ صِغَري !

    سخرتُ مِنها قائلة : فتاة بعمركِ وتلعب بالدُمى؟ 

    ردّتْ بنفس نبرتي : لم تخصص الدمى للأطفال فقط! ثمّ إنّ هذه الدُمية جميلة ومميزة 

    أنظري لعينيها , إنّهما جميلتان .

    ــ فهمت , فهمت .. أكملي لعبكِ بعيداً عنيّ .

    خرجتْ مِن الغرفة الفارغة التي أجلسُ بها , في الواقع لم تكن فارغة تماماً بل كُل 

    العابي موجودة بِها , شغّلتُ التلفاز بفرح لإنّها تركتني وذهبت وليتني لم أفعل واطلب

    منها المغادرة  فعند  وضعي للدمية الشقراء والتي يبلغ طولها كفّين تقريباً 

    نهضتُ لأجلب جِهاز التحكّم الخاص بالتلفاز وعندما عُدتْ لم أجد الدُمية , بحثتُ 

    بخوف عنها وعِندها وجدتُها جالِسة على المقعد الخاص بي وكأنّها تُشاهد التلفاز !

    لا انكر كم خفتُ فكفتاة لا تترك أفلام الرعب +18 من الطبيعيّ أنْ يخطر على بالي

    إنّ الدُمية مسكونة! لكن ليسَ هذا كُلّ شيء , تقدمتُ لأطفئ التلفاز وعندما فعلت بدأت 

    اصوات البكاء تعلو منها , ظننت إنّ البطاريات بداخلها مُعطّلة فهي دُمية 

    تبكي و تضحك ومن هذه الأمور المملة , لكن الصدمة كانت لما أعدت تشغيله 

    توقّف صوت بُكائها , كررت العمليّة عِدّة مرّات وكلما أُطفئهُ تبكي والعكس !

    لا أعلم بالضبط ما كان شعوري وقتها , أردتُ فقط تحطيمها لكنّها تِذكار مُهم , 

    قرّرتُ تجاهل الأمر فشغّلتُ التِلفاز لها وتركتُها , ذهبتُ حيث أُختي الكُبرى تُنظّف 

    الأواني في المطبخ , وعِندها أتت أُختي المزعجة من جديد تتهكّم 

    ــ تركت دُميتي بجانب دُميتكِ , أخشى أنْ يتعاركا كما نفعل .

    ضحكتْ أُختي البالغة من العمر 23 سنة ثم أعقَبتْ : يبدو للإفلام تأثير قوي 

    على عقلكن , الدُمى لا تتحرّك!

    صدّقتها نور وأختلقتْ حديثاً إنّها كانت تمزح وهيَ تعلم بكون الدمى لا تتحرّك 

    اما أنا فبقيتُ ساكِتة , شاغلة عقلي بما رأيت قبل قليل . 

    فجأةً صرختْ أُمي بأسمائنا , ذهبنا إليها فوجدناها تنظر بغضب قائلة 

    ــ ماذا فعلتنّ بالدُميتان؟ 

    أفزعني ما رأيت , دُمية نور أُصيبت عينُها اليُمنى فلم تُفتح مجدداً اما دًميتي

    مُحطّمة تماماً ! بقيتُ أنا واختي نُحدّق بـ ِ بَعضِنا مُستغربتين وبنفس الوقت أجبنا 

    ــ نحنُ لم نفعل شيئاً .

    ــ إذن من قام بهذا؟ هل تُريدان أن أصدّق, لا يُهِمُّني الأمر لكن لا تطلبا دُمى بعد الان.

    ــ صدقيهما أُمّي , فهُما كانتا معي الآن , نور وضعتْ دُميتها بجانب دُمية وِهام

    وقالتْ "أخشى أنْ يتعاركا كما نفعل" عندما كانت معنا , مجرّد جُملة عابرة لا

    اكثر , لكن بالنظر إلى هذا , لا أُصدّق بالخُرافات لكن .. 

    همستْ نور بخوف مُكمِلة عنها : نحنُ وحدنا في المنزل . 

    صار الجوّ مشحوناً وجميعُهنّ ينظرن بـ إستفهام , فـ قلتُ كمن يعترف بجرمه 

    ــ رُبّما مسكونة بالفعل فقبل قليل تركتُها على الأرض وعندما أستدرت مرّة أُخرى 


    وجدتُها جالسة على المقعد وتشاهد التلفاز , ثمّ بكت عندما اطفئتُه وعند تشغيلي


    إيّاه تضحك , فأبقيتُ التلفاز مُشغّلاً وخرجتُ ذاهبة لـ مَينة كي أنسى ما حدث . 


    ــ يا الهي , لذلك أكره الدُمى إسمَعن فتياتي .. نور أنتِ إرمي دُميتك في الباحة الخلفيّة


    مع الأشياء المستعملة أما هذه الدُمية , وِهام أرميها خارجاً لا نفع منها . 


    فعلنا ما أمرتْ به دون نسيان حرف وفي الليل , غطت نور بنومٍ عميق على 

    سريرها أما أنا فلم أستطع , أحسستُ بألم في عِظامي فأرتبتُ بشأنه!


    ترجّلتُ السرير , وعندما نزلتُ السُلّم وجدتُها جالسة هُناك !


    هيَ نفسُها دُمية أُختي التي رمتها , تمالكتُ نفسي كي لا أسقط بسبب الخوف 


    وانا الشُجاعة التي تسهر الليل لتحضر أفلام الرعب كما أزعم .


    أمعنتُ النظر فيها أتفحّصُها فقد تكون حاملة لسكين وتريد قتلي كما في الأفلام 


    لم أجد شيئاً فيها إلّا فتحها لعينها اليُسرى , كانت حمراء مُرعبة فصرخت بأعلى 


    صوتي , مما إستدعى ذلك أُمي وأختيَّ , حاولا تهدأتي وبعد ثوانٍ نظرتُ للسلّم 


    وقد إختَفَتْ الدُمية! سئلتني امي 


    ــ ما بكِ؟ هل أنت بخير؟ ما الذي حدث ؟


    ــ لقد كانت تلك الدُمية , رأيتُها على السُلّم تجلس وعينها اليُسرى حمراء 


    إضافة إلى فتحها لعينها دون مُساعدة أحد .


    ــ وهام صارت تتخيّل , ساسجّلها بدفتر مذكّراتي . 


    ــ لا نور , صدّقيني لم أكن أتخيّل , لقد كانت حقيقيّة !


    ــ إذن إين ذهبت؟ لا اراها . 


    ــ لا أعلم , صِدقاً لا اعلم فقد إختفت بمجيئكم . 


    ــ لا تخافي وهام لن أُطفئ القُرأن , لعلّ  الخوف من جعلكِ  تتوهّمين .

    ــ لم أتوهّم أمي ! 

    ــ ولِمَ تصرخين هكذا؟

    ــ كُلّكم دون فائدة , سأعود للنوم ..

    عدتُ أدراجي وقبل أن أنام , شاهدتُ الدُمية للمرّة الثانية تجلس على الرف بين 

    الكؤوس , إقتربتُ منها ثمّ سئلتها : ماذا تُريدين؟

    حدّقتْ بي ولسببٍ ما بدتْ لي حزينة , في هذه اللحظة دخلتْ أُختي , أحسستُ 

    بتفاجؤها من نبرتها وهي تقول : ماذا ؟ بماذا تُحدّقين؟ 

    إلتفتُّ لها مُبتسمة : لا شيء , لا تشغلي بالك وعودي إلى النوم . 

    يبدو إنّي الوحيدة من تراها , فالرف بجانب سرير نور لكنّها لم ترى الدُمية بين 

    الأغراض , فقررتُ عدم إخبار أحد . 

    مرّ إسبوع وتلك الدُمية تُلاحقني أينما أذهب , ولِ اتأكّد إنّ الدُمية حقيقيّة وليست 

    وهم , بحثتُ بين المُلقيات في الباحة لكنّي لم أجد الدُمية فعرفت إنّها ليست بشبح !

    لَم تَعُد تُخيفُني , حتّى إنّي أطلقتُ عليها إسمَ [ليليث] إقتباساً لأسم شيطانة من الأفلام 

    وأصبحتُ أتحدّثُ إليها فـ  تُجيبُ أحياناً بصوت أُنثى وأحياناً أُحرى تبقى صامِتة .

    لا أعلم لو كانت أُمي تشكُّ بي , فليليث تُشيرُ بأصابعها وعندما ألتفت أجد أُمي تراقبني

    بعد شهور تزوّجتْ أُختي ثمّ جاء موعد المدرسة .. 

    بتاريخ 2008-27-9 

    ليليث مُلتصقة بي لدرجة إنّها تُرافِقُني للمدرسة !

    بعد ثلاث سنوات حدث أمر غريب , كُلُّ مولودٍ تلده أُختي يموت , أو بالأحرى

    تجدهُ مقتولا , لم تعرف السبب او من الفاعل إلا في ذاك اليوم 

    حيثُ ولدت مولودها الرابع لكن في بيتِنا, وعِندها رأيتُ ليليث تقتلُ الصغير 

    خانقة إيّاه في منتصف الليل , صرختُ بها : لماذا تفعلين هذا؟أنتِ إذاً من كانت 

    تقتُل أطفال أُختي , لِمَ تفعلين ذلك ؟ 

    إستيقظتْ أُختي المسكينة وبدأت تبكي وتصرخ على إبنِها , نظرت إليّ بحنق 

    ــ أنتِ من قتلتِ إبني؟

    ــ لا , بل تلك الدُمية التي إختفتْ ولم نجدها , كانت تُلاحقُني طوال الثلاث سنوات

    ولم أخبركم فشيء لا تروه لن تصدقوه!

    ظهرتْ الدُمية فرأتها أُختي أيضاً , ثمّ بدأت بالتبخّر وعندئذ قالت

    ــ لم أكن أنا , بل الدُمية التي رمتها أُختكِ المتزوّجة في البردِ خارجاً , فقتلت 

    كل ما تلده , وبما إنّها ليست هُنا , ففعلتُ ذلك بالنيابة عنها , فبسببكم فقدتُ عيني 

    وتقطّع جسدُ الشقراء , لم يكن على أُمّك تغيّر القناة لقارئ القُرأن 

    لا تلعبوا مع من لا تعرفونه! والآن أتسائل في أيّ جسدٍ أدخل؟


    إنتهتْ 

    خِتاماً , القصة حقيقية مع بعض التحريف والزيادة مني . 

    # بقلمي . 









    0 التعليقات

    أتركْ بصمَتَكَ هُنا :

  • .

    Follow us on facebook

    Featured Posts

    Contact Us

    Find Us

    Copyright © - شيطانة - شيطانة - Powered by Blogger - Designed by Johanes Djogan