• مَجهول : مَحّاث





    حيثُ إعتادوا في ذلِكَ المكان على العلاقات الغير شرعية والأعمال اللاأخلاقيّة , تشرع حسناء عائلة [إلبين] بالإنتحار بعد أنْ أَضمَرتْ ساقيها وعنقها جِراحاً عميقة , كان والدها [إليبن شاودَر]  أوّل من عثرَ على جُثّتها في بيتٍ يُعرف بالفندق السريع , حيث إنّه نُزُلٌ مؤّقّت لا يُكلّف مالاً كثيراً والغريبُ حُولهُ إنّه [لا يستقبل الناس من هم أصغرُ من 18 عاماً !] 
    كان [شاودر] يبحثُ عن إبنته بعدما أدلتْ الإبنة التي تصغُرُ المفقودةَ [ميلّاَ] بسنتين – إنَّ اختها قرّرت الهروب ليلاً لتبيت مع صديقاتها وكذلك اصدقاءها في نُزلٍ رخيص .
    على حدِّ عِلمه , إنَّ ذاك النزل أُغلِقَ منذ سنتين , للشكوة المقدّمة ضدّه بعدما شهده من جرائم لطّختْ زواياه ..
    علاوة على ذلك تاريخ المنزل المخيف! 
    بُنيَّ هذاالمنزل في 3 يناير عام 1977 كـ بيتٍ فخم لعائلة غنيّة معروفة آنذاك .
    وأُعجِبَ بهِ كلُّ المارّة , لم تستمر الفرحة طويلاً ففي يومٍ شتويٌّ طُرِقَ الباب ففتحتهُ الخادِمة , ظانّة إنّ الطارق أحد معارف سيّدتها .. سئلتها بعد أنْ عجزت عن التعرّف من خلال هيئتها فقط عن هويّتها : طاب يومك , كيف أستطيع أنْ أخدُمَكِ؟
    لم تتلقّى إجابة , تلك العيون المخيفة التي تحدّق بها جعلت بدنها يقشعر فقرّرت أنْ تغلق الباب بهدوء , وقبل أنْ تفعل أمسكتها المرأة الغريبة من شعرها ثمَّ بدأتْ بشدّها خارجاً , لم يعرف ألناس ولا حتّى سكّان المنزل ما حدث بها ولِمَ إستقالت فجأة؟!
    مضى شهرين بعد إختفاءها , وفي مساء يومٍ ما تلقّتْ مالكةُ المنزل طرداً مُغلّفاً باللون الأسود , فتحتهُ لتصدم بتسع أصابع بشريّة مُقطّعة وبجانبها كلمة مكتوبة على قطعة من الورق "إرحلوا من المنزل" 
    حاولتْ السيّدة تمالك أعصابها وبعد تفكيرٍ ومشاوراتٍ مع ساكني المنزل إتخذتْ قرارها "سوف أبلّغ الشرطة" , لم يأتي أيَّ احدٍ لمساعدتها حتّى بعد أنْ قدّمت بلاغاً عن إزعاجات السكّان لها بتكرار تلك الهديّة البشعة قالوا لها "لم يزركم ساعي البريد منذ شهرين" رافعين قولهم بشهادات عدّة !
    في عام 1979 وجِدوا الأفراد التسعة مقطّعين , إثنان منهم حُشِرا في الخِزانة والبقيّة جُمِعوا في الحمّام جميعاً ...
    لم يبقى إلّا الخادمة الجديدة التي عثروا عليها تحت المنضدة ترتعش , حاولت الشرطة أخذ إفادتها لكنّها لا تنطق إلّا بـ "لم أكن انا , تحت المنضدة" , صرّحت الشرطة إنّها ستسجن كـ جانية لهذه المذبحة الشنيعة , ولكن السؤال الذي يراود الكثيرين "لِمَ كانت تتمسّك برجل المضدة في المطبخ وكأنَّ أحداً يجرّها ناحية الحائط إضافة لتلك الخدوش الغريبة والعميقة على رقبتها وساقيها؟" 
    تلك الحوادث تتكرّر لمستأجري ذاك البيت حتّى أُضطِرّتْ الحكومة لغلقه مبرّرةً ‘نّ هناك روحاً شرّيرة تسكن هذا المنزل !
    في عام 1998 رسالة غريبة وصلتْ لسمسار العقارات جِيئ فيها : 
    (إنَّ الحكومة باعتْ هذا المنزل لـ السيدة تدعى "زاولينا إليافيش" سيعاد ترميمه وفتحه كفندق العنوان : شارع رقم 5 المنزل 2  , يُرجى التعاون ومقابلتنا لتوقيع العقد )
    ظلَّ الرجل في حيرةٍ فهو لا يعرف عن أيِّ منزلٍ تتحَدّثُ وربّما إستطاع تميّزَ جنسها من طريقة كتابة الرسالة الغير مؤطّرة بـ إسم , كلّ ما استطاع فعله هو تجاهل الأمر 

    والآن في عام 2002 أُصيبَ [شاودر] بـ إنهيار لرؤيته جثّةَ إبنتهِ في حوض الإستحمام عارية , غطّى الماء المختلط بدمها جسدها الشبه مقطع , فتشت الشرطة عن أيّ دليلٍ يقودهم لمعرفة المسبب لسلسه الجرائم هذه لكن دون جدوى فمالكة النُزُل تقول إنّها لم تسمع او تشعر بشيء غريب أو حتى ضجّة! 
    فعدّوها منتحرة . 
    بعد اسبوع : فتحت [ليمار] حاسوب أختها المتوفّاة لتتحقّق من ما خطر في بالها , آخر رسالةٍ بريديّة تلقّتها كانتْ "تعالي سنبيت أنا و [سام] في ذاك النُزُل الذي تحدّثنا عنه في المدرسة , نريد أنْ نكشف سرَ القَتلى وتلك المجازر , إنْ أردتِ المجيء فـ في التاسعة مساءاً .... صديقكِ [جاك] "
    خاطبت نفسها بتوجّس مخيف : كانت تعي إنْ الامر مسألة حياة أو موت! لكن لِمَ جاك وسام لم يذهبا؟ فحين سُئِلتْ الموظّفة قالت إنّ أُختي إستأجرت الغرفة لوحدها وهي نفسها التي ماتت فيها .. هل يُعقل إنّهما من قتلاها؟!

    أغلقت الحاسوب وشرعت في إرتداء معطفها ثمَّ خرجتْ تتخطّى المارّة بسرعة , وها هيَ الآن على أعتاب باب النُزُل , حين أرادت الدخول سمعت صوتاً يُنادي إسمها فتوقّفتْ , تلفّتت يميناً ويساراً ..  فلمحت صديقها يطلب منها الإتيان إليه , لم تشكّ فيه فركضت متبسّمة صوبه , وحين إنعزلا في داخل بناءٍ مهجور حكى لها 
    [تلك البناية مشهورة بالعلاقات الغير شرعية , وقيلَ إنَّ هُناك روح شرّيرة تعاقب كلًّ من يفكر أنْ يطأ أعتاب أبوابه , ففي زمنٍ غدا الآن حكاية خُرافيّة , تلك العائلة التي قُتِلَت لسببٍ مجهول كانت تمارس كلّ ما هو شنيع خارج البيت وداخله فـ أُبيدت كُلّها ] 
    ــ لكن ما الذي تتحدّث عنه فجأة , [شينس] ؟ تبدو قصّة تافهة نوعاً ما فلمَ قد يُعاقب الأشرار من روحٍ شريرة؟ أتقصدُ بها الشياطين وما الى ذلك ؟ كم هذا سخيف .
    فجأةً رنَّ هاتفها وحين ردّتْ ... كان المتّصلُ [شينس] !

    يتبع #

  • أولا تُناجي | قصيدة




    أولا ...



    أو لا تُناجي ذِكراهُ في العين غمضةٍ       تصيح فــي الوادي قفـــوةٍ أو لا

    مُستديمٌ في العرف الزائف بُرهـــةٍ ؟      تصحو نائماً في وكــرك الاندلـا

    سمٌّ سقيمٌ سُلطانهُ سَطرٌ هيهات منكُبَةٍ     سَنرٌ واوٌ وطاء ما من بعدها نونا

    وأيُّ منزلةٍ كُرِّمنا بها بين الكائنــاتِ؟    نرى الضيم يضحك والقهرُ حليفنا

    زاداً كان في غربةٍ جثى الطاغـي لها   أمنْ مُزدانةٌ حقّاً أوليستْ أشلاءنــا؟

    اتفرقةٌ بين قِطعُ لحمنا وخلايانا وجِنسنا  وأيُّ مفرٍ من بعده وسبيلُنا أسلافُنا؟

    وما للهمزةِ من مُجيبٍ وتعقب جُملنا و   تسبقُ خطايانا والواو تربطنا دونا !


    إختتمتْ أحرفي بالضاد ضِرساً لم يعد    لهُ ألمٌّ حين يُغرس بين سرائرُنــــا !

    بقلمي #
  • نيّة ميّتة *! | خاطرة ~




    نـــيّة ميــّتة }*

    وكلُّ روابطي حبلٌ بلا عُقدة َ!


    لستُ بالناغ الضاحك على الدوام ولا سائل السبيل الاقوم 

    وأحببتُ أباً صار مثواً  روحيّاً أُناجيه حينَ أغفو *ْ

    أتدري؟ أنت الوحيد الذي إستطعتُ أنْ أُطبّق مقولة زميلي في المدرسة 

    |علّمتني صداقتك أنْ اشتم وأنا مرتاح" 

    لن تدوم الشتائم وديّة للآبد !~


    لَئلا تسعدنَّ بدرب خيانتك لي سأتظاهر بفقدٍ لِ الذاكرة 

    بعد تلك السنوات الطويلات تتنحنح حنجرتكَ العوجاء بقولٍ دلالة على إنَّ 

    القُنطرة لديك إنشطرت نصفين , أتُحاسبني على عدد قطع السُكّرالتي رميتها بفنجاني

    حين ذاك؟ أولست تدري إنّ تخفيضات السُكّر باتت أفضل من أوراق الشاي يا اخي !

    أمنْ بعد الأخوّة فِلسٌ ودِرهِم؟ 

    كنت تقولُ تبرٌ لا يُضاهي إبتسامَتُك بالرغم من إعوجاج أسناني وفي اللحظة هذه 

    تغمرني بغروركـَ الجذّاب المتواضع , لا يا خانقي سأبكي على قبركَ بَصقاً حتّى يَجِفَّ 

    اللُعاب من حلقي , أتذكّر قبل عامين أُمسك بيدك كـذي الحبيب في موعد . 

    نخرج منذ الطفولة سويّا ولا أُبالي لو شكَّ الناس برجولتي , فالوقت الذي أُمضيه معك 

    كان كثلج على النار المُضرمة بعد يوم طويل وشقاءٍ يوهن جوارحي ويفتح  كل إنسدادٍ

    فيَّ , قالوا حبيباً وعشيقاً لا , فوالله لهو أُبٌ وأمٌ وكذا كان تفكيري .. وسَل الشجرة 

    الكرزيّة حين بُحت بسريرتي أمامها "ليتني كنتُ اليتيم قبل الوثاق بيننا"! 

    وبالحنق الشديد وأيّما إصطلاكٍ لم أُجرّبه حتّى في أقسى الظروف .. 

    لم أردْ غير أنيسٍ يفهَمُني لا حسناء مُغترّة مُغرية ولا الشقيق الذي لم أعرفه يوماً 

    خدعتني ويال سهولته , أعنتني في حاجتي وفقري والأوهام تزداد يوماً فسنيناً .. 

    ما زلتُ أعجزُ الفكرة التي خطرت في بالك وفهمها ! فـ أيٌّ كلامٍ أكثر شِِّقّةً مما سمعت؟ 

    الوجه بمثيله تقابلا في يومٍ مُمطر , تقول لي إنّك ميّت وأنّي المريض؟ 

    وفأراً كُنت وسأغدو ميتاً مثلك عمّا قريب! أو إنْ كُنت حيّاً تُراك مِثال كلامك هذا أنت

    قائل؟ لم أكن يوماً مريض , ولو كنت لفضّلتُ البقاء مريضاً على أنْ تختفي وترمي 

    بالجروح على طُرقات الآلباب .

    كرهتُ رحيلك ... سيّدي الميّت ... 

    أشتاقُ لسهراتنا ولعب الأطفال الذي خُضناه, أيّان لي الروابط من جديد ؟ 

    شُبه نيّةٍ معدومة لن تفيد أو بالخليل ولا الخيلِ تُعيد! 

    # بعثرتي | الساعة 11:00 بتوقيت بلدي 

    يغلبني النعاس وليس لي إلّا عتاب نفسي . | على لسان رجل .




  • الغريقة |:’’




    إنّي إخترتُ الوحدةَ منزلتي 

    وأيُّ إمرؤ غيرَ وحدتهِ يَنحر 

    أرى السيّلانَ بعين جاريةٍ 

    كمن تَسهيمُ على بُعدٍ مِقفَر 

    وقلبي غورٌ سقيم الطَرَبِ 

    لُجٌّ شَرابي وهُلامٌ يتبخّر 

    آكلهُ في الماءِ غامسة كفي

    في السُفلِ كودٍّ لـِ المنتحر 

    وقطعتي المخروقة ما عادتْ 

    تتحمّلُ جُثّةً تهابُ موجةَ بحر 

    *
    *

    يا سائلي أين أنا فما الدراية 

    والدار لي جزرٌ ومدٌّ 

    لي الحالُ سنتينِ مما أشعُر 

    وأثنينِ مما تَعُــدُّ 

    الضيّمُ صبّارٌ يخافُ ظلم 

    صابر عليهِ حين يَشُد 

    خلاءي مُبتلى وواقعٌ 

    هقيمُ المعنى وصاف اليَد 

    فالنهاية مكشوفة للغريق 

    ماءٌ وخفّة والموت للآبد 

    نامت الجفون معلنةً عن 

    ظيفٍ ثقيلٍ إغتبن السد

    وإغتاب على هواه ومنقذي 

    حوت تجاوز ضفّةً وهَد 

    وليس لي من الدعاء شيءٌ 

    ففي بطنهِ لي فراشٌ ومسمد 


    السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته 

    بصراحة ليس شِعراً وصل لمستوى "الجيّد" لكنّه محاولتي الآولى 

    تتحدّث الأبيات الغير موزونة بعض الشيء  عن غريقة إبتلعت من موج البحر ما 

    يجعلها تتخيّل إنّها متعلّقة بقطعة الخشب المخروقة في وسط بحرٍ شاسع 

    اسابيعاً لا يومين , وظنّت إنّ الجور كان ليرحمها بدل أمواجٌ تُعاركها وخشبتها البالية

    وفي النهاية إبتلعها حوت وعاشت داخله يومان 

     لتفرح بكون غطاءها وكفنها متوفّران 

    ^ ما شاء الله XD











  • "الوليد بأذنيّ شيطان" !

    ملاحظة : القصّة خياليّة [من تأليفي]


    في الرابع من فِبراير شوهِدَتْ حوادِث من غير المألوف في إحد شوارع لاس فيغاس

    فُسّرها الباحثون إنّها من الخوارق لِ الطبيعة بينما اخذ البعض في القول لمنحاً فيزيائيّ

    لكن مِنْ بين المشاهدات المثيرة للجّدّل والرعب هي "الوليد بأذنيّ شيطان" !

    [إيدان نيهوكـ] تبلغ من العمر 19 سنة , وتعيش في إحدى الأحياء الفقيرة كـ عامِلة في 

    المقاهي , غير مرتبطة بشاب  ولا تحبّذ الزواج مُستنكرة الأمر بكرهها للأطفال . 

    وفي إحد الأيّام وبينما هيَ تتمشّى بطريقٍ زَلِقٍ بسبب ذوبان الثلوج فوقه ..

    ربطتْ شعرها الطويل الاسود كـ مِثلِ ذيلٍ مُنحنٍ للخلف تبتغي التخلّص من دغدغات 

    الشُعيّرات المتطايرة فالرياح أنذاك شديدة الهبوب .

    لا أحد يسير في الشوارع الموحشة كهذه ليلاً لكنّها لا تأبه لكلام القائلين أبداً .

    فجأةً شعرت بحكّة غريبة بساعِدها الأيمن , لسببٍ شردت قليلاً وهو إنّ جلدها لا يعاني

    أيّاً من انواع الحساسيّة ! حاولت تجاهل الأمر والمضيّ فالساعة قاربت الحادية عشر 

    ظلّت تمشي قلقة البال وكفها لا يفارق ساعدها , التفكير في خلع ما ترتديه من أكمام 

    وثياب كثيفة قد جمّد الدم في شراينها , لكن ليس هُنالك حلُّ أخر .

    خلعت سترتها ثمّ رفعت كمّ الكنزة بصعوبة , شاهدتْ أحرف غريبة محفورة عليه 

    وبعد محاولات في قرائتها كانت أحرف معكوسة لـ [مت] بعد قلب جهة القراءة 

    لكنّ باللغة الأنجليزيّة كُتبتْ بمعنى [عيد] eid !

    بدأ الخوف يتملّكها فالدماء تسيل أزاء حكّها الجنونيّ للجُرح , من دون إنذار 

    أُطفِأت المصابيح الشمسيّة جميعُها , بحثت بعشوائيّة بين أغراضها عن جوالها وحالما

    وجدته أشعلت ضوئه وفي اللحظة نفسها رأت قِط أسود جالس على كومة ثلوج 

    طوله بطولها تقريباً , يضع رجلاً فوق أُخرى ! تسمّر وجهها ثوانٍ وما لبث صوتها 

    قليلاً فتعالى صراخها , طلبت النجدة لكن الشارع كان فارِغاً تماماً .

    عادت لِ الوراء بينما القط يخطو تِجاهها كخطوات إنسان بالغ , فقدت وعيها عندما

    سمعتهُ يتكلّم !

    بعد يومين أرسلت أُسرة الفتاة طلباً للشرطة كي تبحث عن إبنتهم المفقودة , وبعد بحثٍ

    مضنٍ وجدوها في الشارع المهجور ذاته متجمّدة وميتة , أكداس الجليد تغلّف جسدها 

    مما أدّى لحفظ الجثّة مع الأعضاء الداخليّة سليمة غير متحلّلة على مدى تسعة اشهر

     من موتها 

    وجدوا أيضاً بِـ جانبها طفل نائم , أخذوه معهم للمستشفى كي تعتني الممرضات به 

    وفي الفترة القصيرة التي غفلت الممرضة بها عنه إنقضَّ عليها .. 

    وبسبب الجلبة والإستغاثة التي اصدرتها هرعوا زملائها ركضاً وحين دخلوا 

    وجدوها ميّتة , بطريقة جعلت معضمهم يفقد وعيه .. 

    لم يَكُن لها وجه! 

    البحث عن الطفل كان همّهم الآن فقد إعتقدوا إنّه خُطِفَ وهذا سيسبب سمعة سيئة

    للمشفى وبالأخص عائلة الطفل المتعصّبة في كلامها . 

    صُراخ آخر سُمِعَ وكان أعلى من سابِقهِ , رأوه الآن .. في غرفة مالك المشفى 

    يطير في الهواء بِملامح شيطانيّة . 

    كُلّ من حاول إيقافه وإنزاله يلتهم وجهه , لدرجة إنّ بعضهم هرب بحياته بعيداً ..

    وفي غضون لحظات الرعب هذه سقط الطفل المولود حديثاً , وعندما تفّقدوه وجدوه 

    فاقِداً للوعيّ , إصطحبوه للمختبرات وأجروا عليه تحاليل عدّة 

    أغرب ما رأوه أسنانه , فالوليد لا يملك أسنان وبهذا الطول إضافة لِأُذنيه الطويلة 

    معكوفة قليلاً لِ الباطن قد أثارت ريبتهم حوله . 

    قرّروا بعد يأس إعادته لِ أُسرته مع التغطية على الموتى الثلاثة لأنّ المستشفى 

    مُشاعٌ عليها إنّها تقوم بـ تجارب غير إنسانيّة فالإتّهام سيوجّه إليهم لو علموا 

    بأمر الطفل ! , نُسيّ الأمرُ بعد شهر إلّا إنّ هُناك مستجدُّ سبقه فضوله ليذهب لمنزل

    الأسرة غير عالم لِمَ وماذا سيقول لهم وأيّ عذر يختلق . 

    لم يجد أحداً فيه , خاوٍ تعصف الرياح بنوافذه المفتوحة , تنبّه إنّ الأمر خطير جدّاً 

    فسارع بركوب درّاجته وقبل أن تتحرّك ظهر الطفل أمامه مُدمّاً .

    [لن تهربوا . ستدفعون الثمن .. الكل سيموت ]

    نطقها بخبث وحقد مخيف كمن مات مُعذّباً حتّى الرمق الأخير . 

    تناثرت دماء الشاب على الثلج , ثمّ إستدار متمتماً بكلمات غير مفهومة . 

    حقيقة الطفل لم تكشف حتّى الآن , فسّر بعض من رأوه إنّه شيطان ولكن لِمَ 

    هوَ طِفل؟ أما أخرين قالوا إنّه من تجارب المستشفى بعد أنْ كُشِفَت تجاربهم 

    وتم إغلاقها , لكنّ السؤال هوَ لِمَ وجد بجانب الفتاة؟

    في تشريح الجثّة إتّضح إنّ رحمها مقتلع بوقت قصير قبل الشهر التاسع من ولادتها 

    للطفل (حيث إنّهم ظنّوا إنّ الطفل عائد إليها بما إنّها الوحيدة الموجودة هناك)

    لكن وقت وفاتها لا يمكن تحديده قطعاً , لسببٍ مجهول .

    زادت مشاهدات الطفل والقط الأسود كثيراً مؤخّراً , وآخر ضحيّة لقوها حامل 

    أي قبل أنْ تلد , فدفنوها حيّة وحين إستدار الرجال سمعوا صوت بكاء مخيف 

    فزعموا إنّهم يتخيّلون !

    ولا أعرف إن كانت ولدت تحت القبر حقّاً أم إنّي أتخيّل! 

    تمت / بقلمي .






  • درس نحويّ : النعتْ | الجزء الأول | أخطاء لغويّة روائيّة .




    بسم الله الرحمن الرحيم
    ارحب بكم في درسي النحويّ الاول 
    النعت : 
    الجميع يعرفُ معنى [النعت] الا قِلةً منكم .. واليوم سنتناول شرحا بسيطا
    وكيفية الاستفادة من النعت في الوصف والسرد ~
    ـــ بداية ما هو النعت؟
    النعت هو تابعٌ لَفظي ياتي كي يفسر الابهام والغموض الذي اكتنف متبوعه .
    ماهي انواعهُ ؟
    النعت الحقيقي :يفسر صفة من اوصاف متبوعهِ وهو يتبع الموصوف في كل
    شيء [افراد , تانيث ,تذكير , الاعراب...ألخ]
    والنعت الحقيقي اما ان يكون مفردا ولهُ عدة اشكال :
    1ــ مشتق وهو الاصل وعندئذ يتبع المتبوع ويطابقهٌ في كلِّ شيء
    لاحظ النص التالي :
    بلغ ليليُّ الشَعرِ الثامنة عشرَ من عُمرِهِ وهو من عائلة رجالهُا كرماء
    فهنا كلمة [كريم] اتت لتفسر الابهام عن الشاب وهو الموصوف , فلو
    كانت الجملة من غير [كريم] فهل سَتُفهَم الجملة لو لم يتم ذكر هذه الصفة؟
    وكما ترون قد طابقت الصفة موصوفها وهو [رِجال] في الجمع والتذكير
    والاعراب .
    2ــ ياتي اسم فاعل او اسم مفعول او صفة مشبهة او اسم تفضيل كـ :
    يحكمُ بِلادُهُ رَجُلٌ عادِلٌ
    تعجبني الامراة المبروكة
    ربح المتسابق الافضل
    "اتاك الربيعُ الطَلق يختالٌ عجبا "
    وقد ياتي النعت الحقيقي [جامد] مؤول بمشتق وله عشرة صور :
    1ــ ما دلَّ على عَدد المنعوت مثل :
    قولهُ تعالى {والهـــــكمْ اِلــــــهٌ واحدٌ}
    وقوله تعالى {والفـــــَجر وَلَيالٍ عَشــــر}
    2ــ منسوبا اي تلحقهُ ياء النسب المشددة [يّ] دلالة على ان الاسم منسوب
    لمكان او شخص او حِرفةّ مثل :
    احمد شوقي شاعرٌ مَصريّ
    هذا المعطف شَتَويّ
    3ــ اسم يفيد النفي [غير] وهي واجبة الاضافة اي ان اتت كتعبير عن صفة
    من صفات المتبوع فما بعد [غير] يعرب مضاف اليه مجرور بالكسرة
    لو كان اسماً او فتحة لو كان ممنوعا من الصرف او ياء التثنية و...الخ من
    علامات الجر, مثل :
    قُولُهُ تعالى {ان لكَ لاجـــرٌ غَـــيــرَ ممنون}
    وقول الشاعر :
    لا تصحبنَ رفيقا لَستَ تامنهُ ,, بئس الرفيق رفيقٌ غيرُ مامونِ
    4ــ ان ياتي [ذو] بمعنى صاحب او [ذات] بمعنى صاحبة مثل :
    اتت فتاة ذات خُلِقٍ
    يعجبني الرجلُ ذو الادبِ
    5ــ ان ياتي اسم اشارة يسبقها اسم معرفة :
    "ليلتي هذهِ عروس من الذبحِ "
    قرات القصةَ تِلك
    6ــ وقد ياتي اسم موصول مصدر بـ ال :
    شاهدت الانمي الذي اعجب صديقي
    7ــ قد ياتي النعت [ما] مبهمة نكرة بمعنى شيء وتشترط ان يكون المنعوت
    قبلها اسم نكرة :
    قولهُ تعالى { ان الله لا يستحي ان يضرب مثلا ما بعوضة}
    8ــ اسم يدل على التشبيه [مجاز ..الخ] :
    هذا جنديّ اسدٌ
    9ــ وقد ياتي النعت لفظة [كل , اي] دلالة على كمال الصفة بالموصوف :
    هذا رجلٌ ايُ رجل
    يعجبني الرجلُ كلُّ الرجال
    10ـــ قد ياتي النعت مصدر ويشترط ان يلتزم الافراد والتنكير مهما كان موصوفه :
    هذه امراة عدلٌ
    هذا رجلٌ عدلٌ
    هؤلاء رجال عدلٌ

    * أعلاه مِنَ الأخطاء المعروفة كقول حرب ضروسة والأصح ضروس كما اسلفت
    في الدروس السابقة 

    النعت السببي : يأتي لبيان صفة من صفات الموصوف [جُزئيّاً] ويشترط :
    التعيّن [والمراد بِها - التعريف والتنكير- أي التصدّر بـ أل ام لا . 
    الإعراب -نصباً , رفعاً , جرّاً- .

    وليس مُهِمّاً كـ روائيّ أنْ تَعرِفَ الفرق بين النعت السببي والنعت الحقيقي , فتقريباً
    مُعضم الأوصاف سببيّة في الروايات وهي الشائعة! 
    مثال : مكثتْ دقائق فقط , تُفتّش بين الأوراق , كانت إمرأة طيباءُ الرياح !
    دائماً لجعل الوصف أشدُّ تأثيراً نستعمل وصف كهذا , وبذات الوقت دائماً ما تجد 
    وصف كهذا :
    إغتاظت من كلامه المتعنجه , فركلت قدمه ثمّ خرجت بهوادة من الباب ذات لون 
    الخشب .
    هذا النوع منتشر , "وصف حسب الأهواء" نبتدء بالمتعنجه والصحيح عنجهيّ 
    ثمّ نأتي للهوادة المنتشرة والمراد بها -من سياق الأحداث- وفي معضم الروايات 
    التي قرأتها "الهداية" , "الهدوء" , وأصل هوادة من هادَ وارى إختلاطاً بين هوّدَ 
    وهادَ حيثُ يتأرجح البعض بين التهويدة والهوادة مع إنّ الإشتِقاقات والمعاني مختلفة
    إضافة لكون الجملة هُنا وصف للحال "بهوادة" أتت حاليّة أي صحّت جواباً لـ [كيفَ]!
    والأكثر صحّة في المشهد أنْ تكون الجُملة وصفيّة , كـ 
    خرجتْ (فُلانة) مشحونة القلب لما حدث , 
    او أي مِثال , والأخيرة كلمة "باب" هي من باب التذكير لا التأنيث وأظن إنّ الخطأ 
    بدأ مع جمعها حيثُ تُجمع "بوابات" والصحيح أبواب فالبوابات من بوّاب 
    أي الشخص الذي يفتح ويغلق الباب بالمعنى المعروف , 

    وذكري للنعت فالصفات هيَ ما تُبيّن لنا الشخصيّات , لذلك أرى السرد مُختَل 
    وربّما انا أيضاً من تقع في تلك الاخطاء لكن , للإفادة فقط

    اليوم تعريف بسيط بالنعت وغداً لي عودة مع شرح روائي وإقتباس مقاطع 
    [إن شاء الله تعالى

    الدرس مِنْ كِتابتي , مع الشواهد المعروفة ,

    في أمان الله تعالى 






  • أسلمَ على يَد جنيّ | قصّة قصيرة !





    طِفلٌ يعيشُ بِمَدينة ما  في كوريا الجنوبية , يبلغُ مِنَ العُمرِ ستُّ سنواتٍ 

    على مدى الأربعة أعوام الآتية , أُضطِرَّ لِ العملِ كـ لِص كي يُعينَ والديه في 

    تدبير أمور المنزل , فحالُتهم الإجتِماعيّة ليستْ جيّدة .

    بمرور الوقت لم يَعُد لِصاً فحسب بل صار قاتِلاً أو ما يُسمّى [قاطِعَ طُرق] 

    هوَ الآن في الحادية عشر , وفي مثل ذاك اليوم بتاريخ 2009-1-2 

    كان جالِساً يُحصي مالهُ مِنْ أخر عملية سرقة قام بها , وفجأة سمع صوتاً 

    يقول : هل أنت سعيدٌ بها؟

    تلفّتَ الطِفل ولم يجد أحداً فظنّ إنّه من رجال الشُرطة , وعِندما ألقى نظرة 

    من النافذة لم يجد أي سيّارة أو رِجال شُرطة فظلّ حائِراً وهوَ مُتأكّد من إنّه لم 

    يكن يتخيّل , قاطع تفكيره رؤيتهُ لطفل صغير إستنتجَ إنّهُ في نفس عمرهِ من 

    طوله وقسمات وجهه , أمسك السكين بيده مُهدّداً : من أنت؟ إيّاك أنْ تُبلّغ أو 

    تتصل بأحد , سوف أغرس هذه في قلبك!

    ــ هل ستكون سعيد بهذا؟ 

    ــ ومن أنت لأجيبك؟ من أين دخلت؟ فقد تأكّدتُ من إغلاق الأبواب جيّداً !

    ــ أنا هُنا منذ ولادتك .

    ــ ماذا؟ لا تعبث معي بكلامك! لستُ في مِزاجٍ جيد . 

    ــ بالطبع لست في مزاج جيد , دِماء من قتلتهم تلتصقُ رائحتها بمالك وحواسّك 

    حتى وإنْ أنكرتْ ذلك فالقتلة دائماً هكذا وأبداً . ألم تُحاول يوماً سؤال ربّك 

    المال بدل قتل الناس وسرقة أموالهم؟ 

    ــ بدأ صبري ينفذ ! عن أيّ رب تتحدّث؟ ليس ذنبي إنّي ولدتُ هُنا وبهذه الحال!

    ــ "الله" , هو من يُيسّر لك أمورك إذما ضاقت الحال بك , وليس ذنبهم إنّهم ولدوا 

    أغنياء , إنّه شيء مُقدّر لك ولهم . 

    ــ ما هذه الكلمة؟ لم أسمعها من قبل؟ .. بأي لُغة تتحدّث؟ ثمّ لا وجود للقدر . 

    ــ العربية , أنا جان مُسلم نُفيتُ هُنا , ليس عليك الخوف فـ أنا غيرُ مؤذٍ , كُنت 

    اراقبكم طيلة وجودي .. صحيح إنّك لم تعتد على العِبادة , كُلُّ حدث مُقدّر 

    عليك التصديق به , لم يفت الآوان بعد .. تُبْ إلى الله وهو سيصلح حالك ويرزقك . 

    إختفى مِنْ أمامه فجثا الطفلُ يرتجف رهبة مما سَمِع , جان ينصحه؟ 

    لم يسمع قبلاً بهذا , ما هوَ "الله" . والقدر وما الذي حدّثهُ عنه؟ كُلّ تلك الأسئلة 

    طرحها على نفسه , لكن لم يستطع الإجابة ولا النوم ليلاً .

    كُلّما يغفو يتذكّر كلماته , صُراخ ضحاياه يترددّ في دِماغه , إنتظر الصبح وتوسّل 

    الليل أنْ ينتهِ , كي يرى صاحب الرِداء الأزرق من جديد . 

    وفي تمام الساعة الخامسة عصراً , ظهر الجنيُّ مُجدّداً والآخر كان يتحرّق لطرح 

    الأسئلة عليه , قال بعد تردد 

    ــ لو كنت حقّاً مُسلِماً , كيف  لك فهم لُغَتي؟

    ــ عِشتُ هُنا أمداً طويلاً , لذا أستطيع التحدّث بلغتك . 

    ــ هكذا إذن , صحيح , كيف لك الظهور ولماذا تنصحني بالتوقّف؟ 

    ــ ظهرتُ لك بِـ إرادتي , بالتأكيد ليس شكليّ الحقيقيّ هذا , أنصحك كي تتجنّب 

    نار الجحيم , ولإنّك أُجبِرتَ على هذا منذُ صِغَرك ففكرتُ رُبّما تستطيع التوبة 

    ومستعد لتعليمك كيف تُصلّي وتقرأ القُرأن . 

    ــ قُرأن؟ لا افهم شيئاً . 

    ــ هوَ كِتاب مُنزّل من الله , يبدو إنّ والِداك لم يُعلِّماك حرفاً !

    سأبدأ بكِ من الصفر , هل أنت موافق؟

    ــ حسناً لنجرّب مع إنّي لا أجيد الكِتابة ولا القِراءة أيضاً فلم أدخل المدرسة كما 

    تعلم , لذا سيكون تعليمي صعباً عليك . 

    ــ لا تيأس هكذا , مستعدٌ لقضاء النهار معك لتعليمك كلّ شيء .

    وإستمرّ في تعليمه كما وعده شهوراً حتى صار الطِفلُ قادِراً على الكتابة والقراءة 

    مضى ذلك خِفيةً , فوالداه لن يُصَدِّقا إنْ روى ما يجري معه لهما .

    رُزِقَ حقّاً مِنْ عملهِ كعامل تنضيف , كان بالهُ مُطمئن , وفي يوم ميلاده 

    بعد خمس سنين , إختفى الجنيّ تماماً وقبل إختِفاءه أخبره إنّه بُعِث من قِبَل 

    صديق لهُ شائخ . سئلهُ عن السبب فقال لهُ إنّ ذاك الشيخ رأك تبكي حين تقتلُ الناس 

    عجوز لطيف ومسلم , قال "لا فرق عندي بين بشر وجن فكلاهما يحتويان الجيّد 

    والسيء "

    ــ  لذلك بقيتُ معهُ وهو من علّمني كُلّ ما علمتُكَ إيّاه . 

    تلك الحادثة لم ينسها حتى بعد بلوغهِ 23 سنة , والداه توفّيا أثر الإيدز 

    أمّا هوَ فسافر يحج بيت الله وهو شاكر لذاك العجوز على فعلته تلك 

    فلو إستَمرّ على خُطى والداه لكان ميتاً كما هُما الآن . 

    كتب رِسالة في دُرجه , ضِمن الوصيّة 

    "ليس مخيفاً , فقط جرّب! هُم مِثلُنا "

    وأخذ يكتب على الورق ما حدث معه , لكنّه أحرقها حينما إنتهى مِنها . 

    إنتهت . 

    # أحداثها من مُخيّلتي , فقط .. أُصدّق ليس الكُلَّ سيئين , إنساً أم جان .

    بفلمي (لُجين) 











  • ليليث : الدمية المسكونة






    أتذكرُ يومَ أتينا إلى هذا المنزل , كان الطريقُ طويل جدّاً لِ حين وصولنا لبغداد

    قبلَ 8 سنوات مِنَ الآن , وعِند وصولنا للمنزل تفاجأتُ من كونه مكوّن مِنْ سبع 

    غُرف للنوم وبالطبع لم تُشغر جميعُها لكون عددنا آنذاك قليل وهنا بدأتْ الأشياء 

    الغير منطقيّة ! 

    بعد مرور عدّة أشهر كُنتُ العب بالدُمية التي إشتراها لي والدي قبل موته , 

    شعرها أشقر ولها عينانِ جاحِظَتان , لا اعلم ما الذي كنتُ أراهُ فيها فحين أتذكّرها 

    يقشعرُّ بدني لكن رُبّما كونها هديّة غالية عليّ .

    في تلك اللحظة , أتتْ أُختي التي تكبرُني بثلاث سنوات , حاملة دُميتها ذات الشعر 

    الأسود المخصّل بالأحمر , لسببٍ ما تلك الدُمية أكرهها كثيراً منذ صِغَري !

    سخرتُ مِنها قائلة : فتاة بعمركِ وتلعب بالدُمى؟ 

    ردّتْ بنفس نبرتي : لم تخصص الدمى للأطفال فقط! ثمّ إنّ هذه الدُمية جميلة ومميزة 

    أنظري لعينيها , إنّهما جميلتان .

    ــ فهمت , فهمت .. أكملي لعبكِ بعيداً عنيّ .

    خرجتْ مِن الغرفة الفارغة التي أجلسُ بها , في الواقع لم تكن فارغة تماماً بل كُل 

    العابي موجودة بِها , شغّلتُ التلفاز بفرح لإنّها تركتني وذهبت وليتني لم أفعل واطلب

    منها المغادرة  فعند  وضعي للدمية الشقراء والتي يبلغ طولها كفّين تقريباً 

    نهضتُ لأجلب جِهاز التحكّم الخاص بالتلفاز وعندما عُدتْ لم أجد الدُمية , بحثتُ 

    بخوف عنها وعِندها وجدتُها جالِسة على المقعد الخاص بي وكأنّها تُشاهد التلفاز !

    لا انكر كم خفتُ فكفتاة لا تترك أفلام الرعب +18 من الطبيعيّ أنْ يخطر على بالي

    إنّ الدُمية مسكونة! لكن ليسَ هذا كُلّ شيء , تقدمتُ لأطفئ التلفاز وعندما فعلت بدأت 

    اصوات البكاء تعلو منها , ظننت إنّ البطاريات بداخلها مُعطّلة فهي دُمية 

    تبكي و تضحك ومن هذه الأمور المملة , لكن الصدمة كانت لما أعدت تشغيله 

    توقّف صوت بُكائها , كررت العمليّة عِدّة مرّات وكلما أُطفئهُ تبكي والعكس !

    لا أعلم بالضبط ما كان شعوري وقتها , أردتُ فقط تحطيمها لكنّها تِذكار مُهم , 

    قرّرتُ تجاهل الأمر فشغّلتُ التِلفاز لها وتركتُها , ذهبتُ حيث أُختي الكُبرى تُنظّف 

    الأواني في المطبخ , وعِندها أتت أُختي المزعجة من جديد تتهكّم 

    ــ تركت دُميتي بجانب دُميتكِ , أخشى أنْ يتعاركا كما نفعل .

    ضحكتْ أُختي البالغة من العمر 23 سنة ثم أعقَبتْ : يبدو للإفلام تأثير قوي 

    على عقلكن , الدُمى لا تتحرّك!

    صدّقتها نور وأختلقتْ حديثاً إنّها كانت تمزح وهيَ تعلم بكون الدمى لا تتحرّك 

    اما أنا فبقيتُ ساكِتة , شاغلة عقلي بما رأيت قبل قليل . 

    فجأةً صرختْ أُمي بأسمائنا , ذهبنا إليها فوجدناها تنظر بغضب قائلة 

    ــ ماذا فعلتنّ بالدُميتان؟ 

    أفزعني ما رأيت , دُمية نور أُصيبت عينُها اليُمنى فلم تُفتح مجدداً اما دًميتي

    مُحطّمة تماماً ! بقيتُ أنا واختي نُحدّق بـ ِ بَعضِنا مُستغربتين وبنفس الوقت أجبنا 

    ــ نحنُ لم نفعل شيئاً .

    ــ إذن من قام بهذا؟ هل تُريدان أن أصدّق, لا يُهِمُّني الأمر لكن لا تطلبا دُمى بعد الان.

    ــ صدقيهما أُمّي , فهُما كانتا معي الآن , نور وضعتْ دُميتها بجانب دُمية وِهام

    وقالتْ "أخشى أنْ يتعاركا كما نفعل" عندما كانت معنا , مجرّد جُملة عابرة لا

    اكثر , لكن بالنظر إلى هذا , لا أُصدّق بالخُرافات لكن .. 

    همستْ نور بخوف مُكمِلة عنها : نحنُ وحدنا في المنزل . 

    صار الجوّ مشحوناً وجميعُهنّ ينظرن بـ إستفهام , فـ قلتُ كمن يعترف بجرمه 

    ــ رُبّما مسكونة بالفعل فقبل قليل تركتُها على الأرض وعندما أستدرت مرّة أُخرى 


    وجدتُها جالسة على المقعد وتشاهد التلفاز , ثمّ بكت عندما اطفئتُه وعند تشغيلي


    إيّاه تضحك , فأبقيتُ التلفاز مُشغّلاً وخرجتُ ذاهبة لـ مَينة كي أنسى ما حدث . 


    ــ يا الهي , لذلك أكره الدُمى إسمَعن فتياتي .. نور أنتِ إرمي دُميتك في الباحة الخلفيّة


    مع الأشياء المستعملة أما هذه الدُمية , وِهام أرميها خارجاً لا نفع منها . 


    فعلنا ما أمرتْ به دون نسيان حرف وفي الليل , غطت نور بنومٍ عميق على 

    سريرها أما أنا فلم أستطع , أحسستُ بألم في عِظامي فأرتبتُ بشأنه!


    ترجّلتُ السرير , وعندما نزلتُ السُلّم وجدتُها جالسة هُناك !


    هيَ نفسُها دُمية أُختي التي رمتها , تمالكتُ نفسي كي لا أسقط بسبب الخوف 


    وانا الشُجاعة التي تسهر الليل لتحضر أفلام الرعب كما أزعم .


    أمعنتُ النظر فيها أتفحّصُها فقد تكون حاملة لسكين وتريد قتلي كما في الأفلام 


    لم أجد شيئاً فيها إلّا فتحها لعينها اليُسرى , كانت حمراء مُرعبة فصرخت بأعلى 


    صوتي , مما إستدعى ذلك أُمي وأختيَّ , حاولا تهدأتي وبعد ثوانٍ نظرتُ للسلّم 


    وقد إختَفَتْ الدُمية! سئلتني امي 


    ــ ما بكِ؟ هل أنت بخير؟ ما الذي حدث ؟


    ــ لقد كانت تلك الدُمية , رأيتُها على السُلّم تجلس وعينها اليُسرى حمراء 


    إضافة إلى فتحها لعينها دون مُساعدة أحد .


    ــ وهام صارت تتخيّل , ساسجّلها بدفتر مذكّراتي . 


    ــ لا نور , صدّقيني لم أكن أتخيّل , لقد كانت حقيقيّة !


    ــ إذن إين ذهبت؟ لا اراها . 


    ــ لا أعلم , صِدقاً لا اعلم فقد إختفت بمجيئكم . 


    ــ لا تخافي وهام لن أُطفئ القُرأن , لعلّ  الخوف من جعلكِ  تتوهّمين .

    ــ لم أتوهّم أمي ! 

    ــ ولِمَ تصرخين هكذا؟

    ــ كُلّكم دون فائدة , سأعود للنوم ..

    عدتُ أدراجي وقبل أن أنام , شاهدتُ الدُمية للمرّة الثانية تجلس على الرف بين 

    الكؤوس , إقتربتُ منها ثمّ سئلتها : ماذا تُريدين؟

    حدّقتْ بي ولسببٍ ما بدتْ لي حزينة , في هذه اللحظة دخلتْ أُختي , أحسستُ 

    بتفاجؤها من نبرتها وهي تقول : ماذا ؟ بماذا تُحدّقين؟ 

    إلتفتُّ لها مُبتسمة : لا شيء , لا تشغلي بالك وعودي إلى النوم . 

    يبدو إنّي الوحيدة من تراها , فالرف بجانب سرير نور لكنّها لم ترى الدُمية بين 

    الأغراض , فقررتُ عدم إخبار أحد . 

    مرّ إسبوع وتلك الدُمية تُلاحقني أينما أذهب , ولِ اتأكّد إنّ الدُمية حقيقيّة وليست 

    وهم , بحثتُ بين المُلقيات في الباحة لكنّي لم أجد الدُمية فعرفت إنّها ليست بشبح !

    لَم تَعُد تُخيفُني , حتّى إنّي أطلقتُ عليها إسمَ [ليليث] إقتباساً لأسم شيطانة من الأفلام 

    وأصبحتُ أتحدّثُ إليها فـ  تُجيبُ أحياناً بصوت أُنثى وأحياناً أُحرى تبقى صامِتة .

    لا أعلم لو كانت أُمي تشكُّ بي , فليليث تُشيرُ بأصابعها وعندما ألتفت أجد أُمي تراقبني

    بعد شهور تزوّجتْ أُختي ثمّ جاء موعد المدرسة .. 

    بتاريخ 2008-27-9 

    ليليث مُلتصقة بي لدرجة إنّها تُرافِقُني للمدرسة !

    بعد ثلاث سنوات حدث أمر غريب , كُلُّ مولودٍ تلده أُختي يموت , أو بالأحرى

    تجدهُ مقتولا , لم تعرف السبب او من الفاعل إلا في ذاك اليوم 

    حيثُ ولدت مولودها الرابع لكن في بيتِنا, وعِندها رأيتُ ليليث تقتلُ الصغير 

    خانقة إيّاه في منتصف الليل , صرختُ بها : لماذا تفعلين هذا؟أنتِ إذاً من كانت 

    تقتُل أطفال أُختي , لِمَ تفعلين ذلك ؟ 

    إستيقظتْ أُختي المسكينة وبدأت تبكي وتصرخ على إبنِها , نظرت إليّ بحنق 

    ــ أنتِ من قتلتِ إبني؟

    ــ لا , بل تلك الدُمية التي إختفتْ ولم نجدها , كانت تُلاحقُني طوال الثلاث سنوات

    ولم أخبركم فشيء لا تروه لن تصدقوه!

    ظهرتْ الدُمية فرأتها أُختي أيضاً , ثمّ بدأت بالتبخّر وعندئذ قالت

    ــ لم أكن أنا , بل الدُمية التي رمتها أُختكِ المتزوّجة في البردِ خارجاً , فقتلت 

    كل ما تلده , وبما إنّها ليست هُنا , ففعلتُ ذلك بالنيابة عنها , فبسببكم فقدتُ عيني 

    وتقطّع جسدُ الشقراء , لم يكن على أُمّك تغيّر القناة لقارئ القُرأن 

    لا تلعبوا مع من لا تعرفونه! والآن أتسائل في أيّ جسدٍ أدخل؟


    إنتهتْ 

    خِتاماً , القصة حقيقية مع بعض التحريف والزيادة مني . 

    # بقلمي . 









  • .

    Follow us on facebook

    Featured Posts

    Contact Us

    Find Us

    Copyright © - شيطانة - شيطانة - Powered by Blogger - Designed by Johanes Djogan