• Posted by : Unknown السبت، 1 أغسطس 2015



    وعلى حينِ ذِكرى قِصصَ الرُعب , دائما ما يروي الأطفال أموراً لا يُصدِّقَها كِبارُ السِنِّ ويتهمونَ الطِفل بالهلوسة أو خيالهُ واسِعٌ! , لكنّي لَمْ اروي هذا لإحدٍ إطلاقاً , وكيفَ لي مِن ذلكَ بدٌ وأنا التي لا تَعرِفُ مالذي حدثَ من الأساس؟ 
    لحظاتْ فقط , ورأيتُ مُستَقبَلي الذي لَم يَحدُث , في يومِ صيفٍ باهِتْ الشَمسِ , قرّرتْ الأسرة التِرحال , وكانت الرِحلة الأولى لِبُستانِ عَمَّتي [آمل] فرحتُ فرحاً شديداً فبذالك الوقتُ لم تكن نفسي مُحَطّمة وباردة مُتّبلِّدة , في الخامِسةَ كنتُ , وكأيّما طفلةٍ إستَعددتُ للسفرة العائليّة وفي أوج الشغف حَظّرتُ الحَقيبة , شعورٌ غريبٌ راودني قبل ركوب السيّارة لكنّي تناسيتُ هذا وركبتْ ..
    قالتْ لي أمّي إنّي نِمتُ في الطريق , لم أشعر بذلك لكن وكما هيَ العادة الكريهة إلّا وهي الغثيّان من أجواء الطريق وخصيصاً في سيّارة !
    وصلنا بِأمان , فأسرعتُ مُتجاهلة العمّة والعَم وابنائهما مُتَجِهة لذاكَ البُستان الحاوي على مُنتهى لا يَعرُفُهُ أحَد , قالوا أزهاراً بنفسجية ووردية وصفراء , وأذكرُ ايظا إنّي رأيتُها ومتى لا أعلمُ ذلك! فلستُ إلّا في الخامِسة ومُحالٌ أن تَسمَح أُمي لي بالتجوال لنهاية هذا البستان الشاسع , مِن اشجار البرتقال تكوّنتْ بدايتُهُ وفي المنتصف نخيلٌ ورُمّانٌ وعنبٌ وأُخرياتٌ مِنْ أصناف مُختَلِفة .
    بقيتُ ساعاتٍ أرسُمُ ما أراه تحتَ إحدى ظِلالِ الشجر وما إنْ أعلنت الشمسُ مسارَ غروبها جرّتني أمّي للداخِل حيثُ أُعِدَّ العشاء , إنتَظَرتُ إلى التاسِعة مساءاً , تناولتُه بِملل فحديثهم ذا صوتٍ صاخِب مُزعج .. 
    سألتني أمي حينَ نهضتُ مُزيحة الكُرسيّ قليلاً "إلى أين يا إبنتي؟" قُلتُ على مضض "سأنام" رغم كون النوم ثاني إثنين وشيئين أكرهُ لكنّي مُكرَهة على إختِراع الحِجج كي أبتَعِدَ عن الضجّة المُظجِرة هاتهِ ! 
    أخذتُ حقيبتي مِن غُرفة الضيوف , فإتَجَهتُ صوب المطبخ لإطفاء الظمأ المفاجيء هذا , تناولتُ كأسَ ماء , وما إنْ فتحتُ عينيَّ خُيّلَ لي ظِلالٌ بَعيدة مِن خلفَ النافِذة , كانت طويلة ولها قرون , تملّكني الخوف لكن إختفاءهُ المُفاجيء طمأنني , قلتُ في نفسي 
    "أظُنني أتخيّل , بعدَ فِلم اللعبة والاخر .. نسيتُ إسمه! كان عليّ عدم مشاهدتهما في الليل"
    عاودتُ الرجوع لغرفتي , ومضى الوقتُ بأمور تافهة إلى حين وقت النوم , وفي الصباح قالتْ لي إبنة عَمّي الكُبرى إنّها ستأخُذُنا لنهاية البستان وفي جولة كامِلة ..
    بالطبع كان حُلماً بالنسبة إليّ ففظولي يقتُلني لمعرفة ما الذي يوجد هُناك , مشينا مشيّا مضنيّاً فالطريقُ طويل , وحينَ الغدوِّ هُناك ألصدمةُ كانت في تلك البُحيّرة أو النهر لم أميّز كينونة ذاك المكان , طبيعة خلّابة! نقفُ نحنُ في أعالي مكان مُرتَفِع وأسفَلُنا ماءٌ وأشجارٌ .. بحذرٍ تقدمتُ خطوات فلو سَقَطتُ لإنتهيتُ ميّتة , وبالفعل تزحلقتْ قدمي وهويتُ مِن جُرفٍ لغورٍ طويل! سَمِعتُ صرخات وإستِغاثات مِن أهلي , وأخرُ ما شاهدتهُ عينايّ رجلٌ أكمحَ رأسهُ بذقنٍ أبيض , مُرتدٍ لِلعمامة البدويّة .. إبتَسَمَ لي وكأنّه فرحٌ بسقوطي وأنا تناسيتُ السقوطَ محدِقَةً به!
    قبلَ أن أمسَّ القاعَ عاد الزمنُ بي , تراجعتُ خطوات ويدينِ حوّطتني , إلتَفَتُّ بنفسٍ ثقيل , إبنة عمّي تُحذّرني "إنتَبهي , سوفَ تسقطين!"
    سوفَ؟ مالّذي تعنيه بذلك! ألم أسقط للتو؟ بقيتُ مشدوهة أسألُ نفسي ولم أجد أجوّبة , وقُبيّلَ إبتِعادِنا لَمِحتُ ذاك الرجلَ صاحِب العمامة جالس بجانِب البركة المُسطّحة , خلتُني أتوهّمُ مُجدّداً ! فأدرتُ رأسي لاحقة بالماشيّات أمامي ولم أبحَث عن تفسير لِما رأيتُ في ذلك اليوم !
    وفي إحدى المرّات سئلتُ عمتي عن ذاك الرجلُ البالغ من العمر عتيّاً , فقالتْ : 
    ليسَ هُناكَ ساكِنٌ غيرُنا هُنا!


    القصة واقعيّة | قلمي .

    0 التعليقات

    أتركْ بصمَتَكَ هُنا :

  • .

    Follow us on facebook

    Featured Posts

    Contact Us

    Find Us

    Copyright © - شيطانة - شيطانة - Powered by Blogger - Designed by Johanes Djogan