Posted by : Unknown
السبت، 15 أغسطس 2015
في ثنايا المَثابة الآمنة , والظنَّ في عَدَم إكتشافِ ألآخرينَ لَهُم واقٍ وحافِظ .
حينَ تأخّذُهم الخطايا لدفنِ الروح في الرُغام , تولدُ شياطين إنسيّة مُستَتِرة.
تعيثُ في الدول بـ إعتبارِها إنساً , تلكَ النفس الرصينة ماتت منذُ عامِ
1890 ميلاديّة , تناثرتْ الشائعاتُ لكنّها خارِجَ ما قَد يُصدّقهُ الـ عاقِل
فـ تناستْ البشريّة آمرهم ,وأُلحِدَ الحديث كما وِلِدَ إلى وِلادة الخطيئة
عام 1980 - 1999 .. وإنتهتْ الحِكاية .
تسعُ قراميدَ تنضجُ أحجارها بالنار , وِزِّعَتْ بتساوٍ فوقَ جُدران ذاكَ المَكان .
تجرّعَ مِنْ بَردِ الخوف ما يكفي حتى صار عَصفُ الرياح نسمات تُداعِبُ سقفهُ
الناضِح للدَم , وفي الداخل شتّان ما بينَ البردِ خارِجهُ وحَشاياه !
إزدَرتْ أبوابهُ فعَكِفت , إلا والسوادُ مواليها , هالاتُ مالِكة للحُمرة تُحيطُ
الشموع والتي هيَ مُنيرٌ وحيد , يتلوّى لهيبُها كُرهاً دونَ رياح تَهُبّ .
أنفاسٌ خائِفة تُسمع , غرغرات وأنّات خافِتة !
فتحَ عينيهِ آثرَ طرقةٍ إختلستْ غِشاء طبلة أذنيهِ ,فـ لفّ بؤبؤيه في إتِجاهاتٍ عِدّة
يبحثُ عَن مصدرِ الأصوات الغريبة التي يَسمَعها
لم يَعِ أياً مما رأى , فكلُّ شيءٍ مقلوب , رأسهُ على وشكِ الإنفجار , ساجدين
لـ الظَلام وأياديهم مربوطة بـِ حبالٍ لِضهورهم , تِلكَ العصيّ الحديديّة أُثقِبَتْ
أقدامِهم بها , مِن أخمص القدم تغلغلتْ حتّى دبتْ الأرضَ .
أنَّ مُتألّماً وهوَ يَشاهِد خَريرَ الدَمِ , أعياهُ الحرُّ فصار الشيءِ لهُ أثنينِ
حدّثَ نَفسَهُ ففمهُ مُغلقٌ بشريطٍ أبيض
ــ أينَ أنا؟ آخر ما أتذكّر إنّي كُنتُ في حافِلة المدرسة لا بل في الصف
لحظة ! أين كُنتُ بالضَبط؟
بكى رهبةً , لا يتذكّرُ أينَ كان لكنّهُ لا يُريدُ ميتةً كهذه! وكأنّه قادرٌ على إختيارِ
طريقة موتهِ وهو مُيقِن لما يسمّى [القدر] . ليسَ إلّا إبنَ السادِسة عشرة ,
لا يُريدُ الموتَ الآن !
إتّسعتْ أجفانه لمّا رأى شخصاً مِن بينِ ساقيه يَقترب , حامِلاً لِ مِطرَقة بدتْ
لهُ حديديّة , فكيف له أنْ يَحمِلَها؟ ذكراً كان أم أُنثَى , لم يميّز جِنسَ المسودّ
بسبب نظراتهِ المشوّشة , بكاءهِ وعرقهِ عرقلا سبيلَ الرؤية .
حرّكَ يديه لعلّهُ ينجو راكِضاً عَنه , لم يستطع زحزحة الحِبال ولو إنشاً واحِداً
تمنّى مُساعدةَ أحدٍ , ولمّا نظرَ يسارهُ وجدَ أشخاصاً في نفسِ حالتهُ من فزعٍ وخوفٍ
ونكسٍ للرأس , وبمضيّ هُنيهَنة إستسألَ صاحِبُ المِطرقة
ــ ما إسمُك؟
لم يستطع الشابُ أنْ يُجيب , أيّان له ذلك وفمهُ مُغلق؟
كرّرَ سؤالهُ ثلاثَ مرّات وما إنْ إنتهت أوقاتُ الإجابات الثلاث إنحنى ماسِكاً
تِلكَ العَصا , سَحِبها بقوّة آثّرتْ بهِ , إرتَجف بدنهُ فأغمضَ عينه , هي النهاية !
فجأة , سَمَعَ ضخمُ الجسدِ همهمة سقيمة مِنْ أحَدِهِم وكان الشخصُ الموازي ليوتاكا
مَنْ أصدرها , لحظاتُ سكونٍ مرّت وهو ما زالَ يُحمِلقُ به مِنْ خلفِ ما يحجب عينيه
. بحركةٍ سَريعة أعاد العصا داسّاً إياها برجله مُجدداً .
نهضَ مُتّجِهاً نحوَ الآخر , سائلاً نَفسَ السؤال , ولمّا كانت الإجابة مُستحيلة
سَحَبَ العصاتين كسابِقِهِ , مما جعل الدِماء تتدفق بغزارة .
ثمّ حلّ الوِثاق عن ذراعيه فتدلّتا خائرتا القِوى , ليتهُ لم يفرح كثيراً بكونهِ حرٌ
الآن , جرّهُ على عُقبهِ بوحشيّة , فُقِئتْ عينهُ بالعصا الحديديّة ذاتها !
لم يَكن يشعرُ بشيء , كأنَّ العالم يطوي نفسه , جفافُ حلقِهِ جعلَّ الوضع أصعب
مِنْ الجيّد رؤيتهُ لما سيحلُّ به , فلسببٍ ما شعورٌ راوده إنّ الدور القادِمُ دوره
إستقرَّ نظرهُ على تِلكَ الغُرفة ذاتِ الباب المعدنيّ الصدأ حيثُ أُدخِلَ المسكين ,
سَمعَ تِلكَ الطرقاتَ مِنْ جديد , وعلى أثَرِها إستَفَاق .
تعرقل مسير أنفاسهُ , وعيناهُ جَحِظَتا , لم يُعرها إنتباهه , سقطتْ فَزِعة من صرختهِ
رمقتهُ كـ قَلِقة مع عِلمِها التام إنّهُ هكذا مُنذُ خَمسَةِ أيّام , تحدّثتْ بعدما نَهِضتْ
ــ أخي , نحنُ في المشفى , هل تُريدُ أن أُحظِرَ لكَ شيئاً تَشرَبهُ؟
ما بِكَ لا تُنصِتْ إليّ , إلى متى تودُّ البقاء على السرير يوتاكا؟ ابي قد مات بسببك
أخشى أنْ تَتبَعُهُ أُمّي وتترُكُنا إنْ إستمريّتْ هكذا , تَعلمُ كَم تُحُبُّكَ هيَ صَحيح؟
إذنْ لِماذا لا تنطق بحرف؟ أنظر إليَّ على الأقل !
فقدتْ سيطَرتها على نفسِها , تُكثِرُ مِنَ الصُراخِ عادةً لكن لنظراتهِ تلكَ خرجتْ
صُدفةً وجدتْ والدتها على الباب , فتجاهلتها تُتابِعُ سيرها بعد ذلك .
نطقَ جوفها بحروفِ إسمهِ الصامِتة , كم أرادتْ سماعَ صوتهِ , مُحاصرٌ بينَ
جُدران إحدى الغُرف لأصحاب الأمراض النفسيّة ..
جلستْ بجانبهِ , ضمّتهُ , وبعدَ لحظاتٍ فقد وعيه , أسندتْ رأسهُ بكتِفِها هامِسة
ــ يوتاكا .
Related Post :
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
.
Follow us on facebook
Featured Posts
Contact Us
Find Us
0 التعليقات
أتركْ بصمَتَكَ هُنا :